تحليلات واراء

معهد أمريكي: وقف إطلاق النار في غزة يصطدم بحائط أجندة نتنياهو

يصطدم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بحائط أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” الذي كما كان متوقعا، لديه الكثير ليكسبه من استمرار الحرب.

وأبرز معهد “كوينسي” الدولي، أنه بعد مرحلة أولية استمرت ستة أسابيع نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على مرحلتين ثانية وثالثة تتضمنان إطلاق سراح المزيد من الأسرى من قبل الجانبين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، ووضع خطة لإعادة الإعمار. ولكن هذه الأجزاء من الاتفاق كانت مجرد خطوط عريضة أو بيانات عن الأهداف، مع الحاجة إلى مزيد من المفاوضات لحل كل التفاصيل.

وعندما تم الإعلان عن الاتفاق، فإن نتنياهو لديه أسباب شخصية وسياسية قوية لإبقاء “إسرائيل” في حالة حرب، بما في ذلك حاجته إلى الحفاظ على ائتلاف مع اليمينيين المتطرفين في حكومته الذين تتمثل سياستهم بشأن غزة في القضاء على جميع الفلسطينيين في القطاع.

وبالتالي فإن نتنياهو لديه الحوافز لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار قبل أن يتسنى تنفيذه والمضي قدما في وقف دائم للحرب.

وقال المعهد إن مثل هذا التخريب جار على قدم وساق. فقد انتهكت “إسرائيل” وقف إطلاق النار مراراً وتكراراً طوال المرحلة الأولى بهجمات جوية وبرية أسفرت عن سقوط ضحايا.

ومع عدم استجابة حماس للإغراء بالرد بأعمال هجومية واسعة النطاق، يحاول نتنياهو الآن التخلص من المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق واستبدالهما بشيء أكثر إرضاءً لإسرائيل.

وبدلاً من التفاوض على تفاصيل المرحلة الثانية، كما يقتضي الاتفاق، يدفع نتنياهو بصيغة تتضمن وقف إطلاق نار لمدة خمسين يوماً، يتم بحلول نهايته إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين.

ولكن في ظل عدم وجود أي بند في اقتراح نتنياهو بشأن الانسحاب العسكري الإسرائيلي من غزة أو وقف دائم للحرب، فإن هذه الصيغة من الواضح أنها غير قابلة للتطبيق بالنسبة لحماس. فهي بذلك تتخلى عن أوراق المساومة المتبقية لديها دون مقابل.

ووصفت حماس اقتراح نتنياهو بأنه “محاولة صارخة للتنصل من الاتفاق والتهرب من المفاوضات بشأن مرحلته الثانية”.

وفي الوقت نفسه، تستمر الانتهاكات الإسرائيلية الأخرى لاتفاق يناير/كانون الثاني.

ففي الأسبوع الماضي أشارت “إسرائيل” إلى أنها لن تسحب قواتها، كما نص الاتفاق، من ممر فيلادلفي، وهي منطقة تقع على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر. كما بدأت دولة الاحتلال في منع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

حوافز استئناف الحرب

قال المعهد إن الحوافز التي تدفع نتنياهو إلى استئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة بدلاً من التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى سلام دائم لا تزال قوية الآن على الأقل كما كانت في منتصف يناير/كانون الثاني.

والعامل الأكبر في هذه المعادلة هو إذعان إدارة ترامب للتفضيلات الإسرائيلية، كما ينعكس ذلك في وجه نتنياهو المبتسم بعد سماعه أن الرئيس ترامب يؤيد التطهير العرقي الكامل لقطاع غزة بقدر ما يؤيده المتطرفون في حكومة نتنياهو.

ويبدو أن هؤلاء المتطرفين لا يزالون متحمسين أكثر من أي وقت مضى لاستئناف الهجوم المدمر على سكان قطاع غزة بعد تجويعهم أولاً وقطع إمداداتهم من الماء والكهرباء.

وعلى هذا فإن السيناريو الأكثر ترجيحا في الأمد القريب بالنسبة لقطاع غزة هو استئناف الهجوم العسكري الإسرائيلي. ولن يكون لمثل هذا الاستئناف أي فرصة لتحقيق الهدف الإسرائيلي المعلن المتمثل في “تدمير حماس” كما حدث خلال الأشهر الخمسة عشر السابقة من الدمار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى