المجاعة تتفشى في غزة بفعل تشديد الحصار الإسرائيلي
تتفشى المجاعة في غزة مع تقليص تدفق المساعدات إلى القطاع بشكل حاد بفعل تشديد الحصار الإسرائيلي في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة للعام الثاني على التوالي.
ويقول عمال الإغاثة ومسؤولو الأمم المتحدة إن الظروف مأساوية، حيث تشرد كل سكان القطاع تقريباً ويعاني آلاف المدنيين من مختلف الفئات من الجوع.
وقال محمد عزمي (27 عاما) الذي يقيم في منزل مستأجر مع عشرة من أفراد عائلته منذ فراره من منزله في مدينة جباليا الشمالية: “إذا لم تنته العمليات العسكرية قريبا فإننا سنواجه المجاعة”.
وذكر عزمي أنه تلقى آخر حزمة مساعدات في سبتمبر/أيلول الماضي، وإنها احتوت في معظمها على أغذية معلبة.
وأضاف: “نحاول صنع الخبز بالدقيق الذي نخزنه، ولكن إذا نفد، فلن يكون لدينا ما نأكله حرفيًا”.
وأوضح “كانت الخضروات تأتي من مزارع بيت لاهيا في الشمال، ولكن مع العمليات العسكرية الأخيرة لم يعد يصل شيء منها”.
وشددت دولة الاحتلال حصارها على محافظة شمال قطاع غزة منذ أكثر من شهر بهدف معلن هو التطهير العرقي والتهجير القسري للسكان. وقد صدرت الأوامر للسكان بمغادرة المنطقة والتوجه جنوباً، لكن العديد منهم رفضوا خوفاً من منعهم من العودة.
وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول، منحت واشنطن الحكومة الإسرائيلية مهلة 30 يوماً لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة وهددت بإبطاء شحنات الأسلحة لدولة الاحتلال.
وقال المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة إن نقص الغذاء أصبح “مشكلة خطيرة” في جميع أنحاء القطاع، وامتد من الشمال إلى المناطق الوسطى والجنوبية.
وأوضح الثوابتة أن بضع شاحنات محملة بالمساعدات دخلت إلى المنطقة، لكن الإمدادات كانت بعيدة كل البعد عن أن تكون كافية لتلبية احتياجات السكان.
أقل من 10 شاحنات يوميا
قبل حرب الإبادة، كان نحو 600 شاحنة تنقل المساعدات إلى غزة يومياً. أما الآن، فقد انخفض هذا العدد إلى أقل من 10 شاحنات، وهي تحمل في الغالب سلعاً مثل الملابس والأقمشة وليس الإمدادات الأساسية.
ويحتاج قطاع غزة إلى نحو 1000 شاحنة محملة بالمساعدات يومياً لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وقال الثوابتة إن السكان اضطروا نتيجة لهذا النقص إلى العيش على ربع وجبة طعام كل يوم. وأضاف: “هناك أيضًا نقص في الأدوية والمياه. والوضع يزداد صعوبة ويتفاقم كل يوم”.
وأشار إلى أن “أطنان من المساعدات تنتظر الدخول إلى غزة، لكن الاحتلال الإسرائيلي أغلق المعابر، بما في ذلك معبري رفح وكرم أبو سالم”.
وقد تضررت المستشفيات بشدة بسبب النقص في المعدات والهجمات العسكرية الإسرائيلية.
ويوم الخميس الماضي، قصف الاحتلال مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، مما أدى إلى إصابة العديد من أفراد الطاقم وإلحاق أضرار بالإمدادات المنقذة للحياة التي تم تسليمها مؤخرًا.
وقال الثوابتة “يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي عازم على انهيار القطاع الصحي في شمال غزة، فمعظم المستشفيات هناك لم تعد تعمل، ولا يتوفر سوى طبيب جراح واحد. وهناك نقص حاد في الطاقم الطبي والإمدادات والمعدات في المنطقة.
وتابع “رغم المناشدات بإرسال طواقم طبية إضافية، لم تصل أي مساعدة، وتوفي العديد من المواطنين المصابين بسبب عدم كفاية العلاج”.
لا مساعدات منذ أسابيع
قالت هديل حسن (30 عاماً) التي تقيم في مدينة غزة، إنها تلقت آخر مساعدة في سبتمبر/أيلول. وقد فرت من منزلها في الصفطاوي قبل ثلاثة أسابيع، وكان من المفترض أن تتلقى حزمة مساعدات الشهر الماضي. ومع ذلك، قالت إن الحصار الإسرائيلي لجباليا يعني أنها لم تحصل على أي شيء.
وذكرت حسن: “تحتاج ابنتي الصغيرة إلى البيض والخضروات، لكنني لا أستطيع تحمل تكاليفها. وهذا يؤثر على صحتها. كما تحتاج ابنتي البالغة من العمر عامًا واحدًا إلى حفاضات”.
وأضافت أنها كانت تحصل في السابق على هذه المستلزمات من المساعدات، أما الآن فهي مضطرة لشراء كل شيء، حتى الماء للغسيل. وقالت: “منذ أن غادرت منطقتي في الصفطاوي لم أتلق أي شيء”.