معالجات اخبارية

وول ستريت جورنال: الحوثيون يشكلون تحديًا أمنيًا فريدًا لإسرائيل

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن جماعة أنصار الله “الحوثيون” في اليمن يشكلون تحديًا أمنيًا فريدًا لإسرائيل التي تواجه مأزقًا أمنيًا في البحر الأحمر.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الآن، استهدفت دولة الاحتلال ما تقول إنه بنية تحتية للطاقة والنقل يستخدمها الحوثيون لأغراض عسكرية فيما تهدد تل أبيب باستهداف قادة المجموعة الرئيسيين.

وصرح وزير الجيش الإسرائيلي “إسرائيل كاتس”، في أواخر ديسمبر، عقب الجولة الرابعة من الضربات الجوية الإسرائيلية ضد الحوثيين منذ يوليو: “سنطارد جميع قادة الحوثيين، وسنضربهم كما فعلنا في أماكن أخرى”.

ومع ذلك، يشكل الحوثيون تحديًا أمنيًا فريدًا لإسرائيل بسبب بُعدهم الجغرافي عن دولة الاحتلال، ونقص المعلومات الاستخباراتية عن المجموعة، وحقيقة أن الضربات الجوية الانتقامية تبدو وكأنها تعزز الدعم الداخلي للمجموعة دون الحد من الهجمات.

كما فشلت التحالفات التي تقودها الولايات المتحدة في كبح استفزازات الحوثيين ضد الشحن البحري العالمي.

ويُعد اليمن بالفعل واحدًا من أفقر دول العالم، ولم يفعل ما يقرب من عقد من الحرب مع التحالف الذي تقوده السعودية سوى القليل لردع الجماعة.

وفي الأشهر الأخيرة أصبح الحوثيون التحدي الأمني الرئيسي لإسرائيل في مواجهة استمرت 15 شهرًا في غزة وساحات أخرى لمحور المقاومة.

هجمات شبه يومية 

في الأسابيع الأخيرة، واصل الحوثيون شن هجمات صاروخية شبه يومية على دولة الاحتلال.

وتتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط متزايدة للرد. فالهجمات الحوثية غالبًا ما تدفع ملايين الأشخاص إلى الملاجئ في ساعات الصباح الباكر وتعطل عودة شركات الطيران الدولية التي توقفت عن الطيران إلى “إسرائيل” خلال معظم فترة الحرب الحالية على غزة.

ولكن دولة الاحتلال تفتقد طريقة واضحة لردع هجمات الحوثيين في المدى القصير، وسط دعوات متزايدة لشن هجمات ضد الجمهورية الإسلامية إيران التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع أنصار الله.

ويجادل أولئك الذين يدعون إلى ضرب إيران من المسئولين الإسرائيليين بأن ذلك قد لا يوقف هجمات الحوثيين تمامًا، لكنه سيضعف المجموعة ويعزز الهدف الاستراتيجي الطويل الأمد لإسرائيل بمنع إيران من تسليح برنامجها النووي.

وتتطلع دولة الاحتلال لتحقيق حل طويل الأمد لمشكلة الحوثيين إلى التركيز على بناء تحالف إقليمي تقوده الولايات المتحدة مع دول الخليج التي تهددها عدوانية الحوثيين المتزايدة، بما في ذلك السعودية والإمارات العربية المتحدة، كما يرى بعض المحللين.

إذ أن العمل بمفردها ضد الحوثيين، الذين عطلوا التجارة الدولية بمهاجمتهم السفن في البحر الأحمر، يخاطر بتحويل مشكلة دولية إلى مسؤولية إسرائيلية بالكامل، وفقًا لما قاله ألون بنكاس، دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى سابق.

وأضاف بنكاس أن “(إسرائيل) تؤسرن المشكلة”، أي أنها تجعلها مشكلة تخصها وحدها.

بموازاة ذلك تريد السعودية القضاء على الحوثيين، كما دعت حكومة اليمن المعترف بها دوليًا، والتي تسيطر على معظم أراضي البلاد، مؤخرًا إلى قيام تحالف بقيادة الولايات المتحدة، يستهدف أيضًا قتل قادة المجموعة المتمردة. كما تعرضت مصر لضربة اقتصادية كبيرة بسبب ضعف حركة التجارة عبر البحر الأحمر.

ويسيطر الحوثيون على جزء صغير ولكن مكتظ بالسكان من اليمن في شمال غرب البلاد.

وقد اتخذت قيادة الجماعة احتياطات مثل بناء مجمعات قيادة تحت الأرض، وتجنب الهواتف المحمولة، وتغيير مواقعها وتحركاتها، وفقًا لمصدر مطلع على تفكير الحوثيين.

وزعم يولي إدلشتاين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي بأن “الجميع يفهم أنه إذا هاجمنا إيران، فسيؤدي ذلك إلى إضعاف الحوثيين، لكنهم لن يختفوا بسبب ذلك”.

وقال مسؤول إسرائيلي إن على (إسرائيل) أن تميز بين التهديد الفوري الذي تشكله هجمات الحوثيين والتهديد الاستراتيجي طويل الأمد الذي تمثله إيران. وأضاف: “لا يوجد ارتباط بين الاثنين، إنها قرارات مختلفة تمامًا”.

وفي غضون ذلك، تحاول إسرائيل تعميق معلوماتها الاستخباراتية لضرب قادة الحوثيين، حسبما قال المسؤول الإسرائيلي.

ورغم أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على الحوثيين قد لا تمنع الهجمات الصاروخية، إلا أن دولة الاحتلال تريد أن توجه رسالة لبقية المنطقة بأن أي محاولة لضرب (إسرائيل) ستواجه برد مكلف، كما قال أفنير جولوف، المدير السابق بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى