نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تحقيقاً جديداً يكشف عن ممارسات قائد الفرقة 252 مدرعات في الجيش الإسرائيلي، العميد يهودا فاخ، الذي نُسبت إليه قرارات فردية بتنفيذ عمليات إبادة جماعية في قطاع غزة وتهجير سكانه بشكل ممنهج.
تدمير قطاع غزة
ووفقاً للتحقيق، أجرى فاخ ترتيبات غير مألوفة فور تسلّمه قيادة الفرقة في أغسطس/آب 2024.
وقد أحضر أشقاءه إلى داخل قطاع غزة ومنحهم امتيازات استثنائية، منها حرية التنقل عبر ممر نتساريم دون الخضوع للإجراءات العسكرية المعتادة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أشقائه، جولان فاخ، وهو عقيد في قوات الاحتياط، تولّى دوراً غير رسمي في القطاع ولقّب بـ”مقاول الهدم”، حيث شكّل مجموعة مسلحة هدفها تدمير منازل الفلسطينيين وتسوية مناطق بأكملها بالأرض.
فرق الهدم وعمليات التدمير الممنهجة
ووفقاً لشهادات قادة وجنود من الفرقة 252، كان جولان يقود قوة مستقلة من الجنود والمدنيين، تعمل خارج نطاق القيادة الرسمية للجيش.
وقد أُطلق عليها اسم “قوة الهدم”، وكانت مهمتها تنفيذ عمليات تدمير يومية بمعدل 60 مبنى يومياً، في محاولة لمنع السكان من العودة إلى مناطقهم.
وأشار أحد الجنود الذين كانوا ضمن فريق الحماية إلى أن هذه المجموعة كانت تتصرف كـ”جهة مستقلة”، حيث قامت بتدمير المباني في مناطق غير ذات أولوية عسكرية.
وأثناء إحدى عمليات الهدم، اكتشف جولان فتحة لنفق في غزة وطلب من الجنود إنزاله إلى داخله.
لكن جدران النفق انهارت عليه أثناء نزوله، مما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة وانقطاع الاتصال به لساعات، قبل أن تتمكن الفرق الطبية من إنقاذه.
حل قوة الهدم وتداعيات الحادثة
وعقب هذه الحادثة، قررت القيادة حل “قوة الهدم” بشكل كامل.
وأشارت شهادات ضباط إلى أن العمليات التي أشرف عليها فاخ في حي الزيتون بغزة أدت إلى مقتل 8 جنود بين 17 و28 أغسطس/آب الماضي، نتيجة قرارات ميدانية غير مدروسة.
وذكرت “هآرتس” أن يهودا فاخ كان يسعى إلى تحقيق “صورة نصر شخصية”، من خلال تنفيذ “خطة اللواءات” التي اقترحها اللواء السابق غيورا أيلاند.
وتهدف الخطة إلى تهجير سكان شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
كما تسبب العدوان في دمار شامل، وخلّف أكثر من 11 ألف مفقود، وسط أزمة إنسانية كارثية تُعد من بين الأسوأ في العالم.