تحليلات واراء

سخرية دولية من “تسول” عباس عضوية الأمم المتحدة ودفع عملية التسوية

لم يجد موقع Middle East Eye البريطاني، سوى السخرية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووصف خطابه في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه مجرد “تسول” لعضوية الأمم المتحدة ودفع عملية التسوية.

وأبرز الموقع ترديد عباس في خطابه أمام الجمعية العامة في نيويورك يوم الخميس صفة العضوية الفلسطينية في الأمم المتحدة، متسائلا: “ما الذي ينقصنا لنكون بينكم؟ ما الذي ينقصنا لنكون على قدم المساواة مع 194 دولة عضوا رسميا في الأمم المتحدة؟”.

وبحسب الموقع توسل عباس ألا يذهب القرار الذي تم تمريره مؤخرا بأغلبية ساحقة بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية سدى.

وقال بهذا الصدد بنبرات من العجز “من بين ألف قرار اتخذت بشأن الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا، لم يتم تنفيذ أي منها حتى الآن.”

عبارات عاطفية

جاء تسول عباس في وقت واصل زعماء العالم تقديم المطالبات الحارة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التاسعة والسبعين بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة وتصعيدها للعنف في لبنان.

وقال عباس عن ذلك في عبارات عاطفية معتادة على خطاباته أمام الأمم المتحدة “لن نرحل. لن نرحل. لن نرحل. فلسطين وطننا. هي أرض آبائنا وأجدادنا. ستبقى لنا وإذا غادرها أحد فسيكون المحتل المغتصب”.

وتحدى عباس الحاضرين في القاعة بشأن ما أسماه “أكاذيب” إسرائيل أمام الكونجرس الأمريكي قبل أشهر، وسألهم من المسؤول عن مقتل 15 ألف طفل فلسطيني، إن لم تكن “إسرائيل”.

وأعرب عن أسفه على إبادة 100 عائلة بالكامل من غزة، وانتشار المجاعة والأمراض، وعشرات الآلاف من القتلى والأضرار التي لا يمكن حسابها والتي لحقت بالقطاع المحاصر.

وقال متسولا من جديد المواقف الدولية “أوقفوا هذه الجريمة. أوقفوا هذا الآن. أوقفوا قتل الأطفال والنساء. أوقفوا الإبادة الجماعية. أوقفوا إرسال الأسلحة إلى (إسرائيل). لا يمكن لهذا الجنون أن يستمر. العالم بأسره مسؤول عما يحدث لشعبنا في غزة والضفة الغربية”.

لكن دعوات عباس المتكررة سقطت على آذان صماء، في وقت لم يقدم رئيس السلطة الفلسطينية على أي خطوات عملية ضد دولة الاحتلال على الأقل وقف التنسيق الأمني الذي وصفه منذ سنوات بأنه “مقدس” ومستمر مهما حصل.

فاقد للشرعية

وألقى عباس خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت ظل فيه على مدار الأشهر وربما السنوات الأخيرة معزولا عن أي تأثير حقيقي على المشهد السياسي والميداني الفلسطيني لا سيما ما يتعلق بحرب الإبادة وما يجرى في قطاع غزة.

وتظهر استطلاعات الرأي الفلسطينية التراجع الشديد في شعبية عباس (88 عاما) الذي لم يخض سوى انتخابات رئاسية عام 2005 ورفض وعرقل منذ ذلك الوقت أي انتخابات جديدة.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية مؤخرا، أن 85٪ من الجمهور الفلسطيني غير راض عن أداء عباس، بينما يطالبه نحو 94% بالاستقالة.

ووفقا لنتائج الاستطلاع، تعتقد نسبة تزيد قليلا عن النصف من الجمهور الفلسطيني أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” هي الأحق بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني اليوم فيما تقول نسبة من 16% فقط أن حركة “فتح” بقيادة عباس هي الأحق بذلك.

تناقض مع السلوك الميداني

أظهر عباس مجددا في خطابه إدانته الشديدة لجرائم الحرب الإسرائيلية وهجومه على الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة الأمريكية، في وقت يتناقض ذلك مع سلوكه الميداني.

إذ على الأرض يواصل عباس توجيه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بملاحقة فصائل المقاومة في الضفة الغربية ومصادرة سلاحها وتفكيك عبواتها في إطار التنسيق الأمني” مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكان عباس فضل منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي التآمر على فصائل المقاومة وانتظار تدمير الاحتلال لها بدلا من تقديم أي عون حقيقي للشعب المنكوب في غزة.

وأبرز دليل على ذلك تصريح عباس في كلمته أثناء المشاركة في القمة العربية الـ33 التي أُقيمت في البحرين قبل أشهر حول “هجوم طوفان الأقصى”.

في حينه قال عباس في كلمته: “إن العملية العسكرية التي نفذتها حماس بقرار منفرد في ذلك اليوم، وفرت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزة، وتُمعن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيراً”.

وأثار هذا التصريح ردود فعل واسعة، إذ انتقد المغردون الفلسطينيون والعرب عباس ومواقفه المشينة من المقاومة وتوفيره الذرائع للاحتلال لتصعيد عدوانه، ووصفوا حماس بـ”حركة مقاومة” تدافع عن الشعب الفلسطيني.

ويشار إلى أن استطلاع الرأي الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أظهر تأييد نحو ثلثا الجمهور الفلسطيني هجوم طوفان الأقصى، وأن حوالي 80% يعتقدون أنه قد وضع القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى