تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، مستهدفة بشكل خاص محافظات شمال الضفة، حيث تتعرض مدن جنين وطولكرم ومحيطهما لحملة عسكرية شرسة.
ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة، وسط استمرار عمليات القصف، الاقتحام، والتجريف، مما أدى إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى.
تصاعد العدوان الإسرائيلي
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الفتى ضياء أحمد زكارنة متأثرًا بجراحه التي أصيب بها جراء القصف الجوي الإسرائيلي على بلدة قباطية جنوب جنين مطلع الشهر الجاري.
وفي الوقت ذاته، تصاعد العدوان الإسرائيلي وواصلت قوات الاحتلال استهداف الأطقم الطبية، حيث اعتدت على طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني خلال محاولتهم الوصول إلى حالات مرضية داخل مخيم جنين، رغم التنسيق مع الصليب الأحمر.
وشملت عمليات الاحتلال تدمير منازل الفلسطينيين عبر تفجيرها وإحراقها، حيث شهدت منطقة الهدف في مخيم جنين أمس تفجيرين متتاليين، بالإضافة إلى عمليات تجريف مستمرة في محيط مسجد الأسير.
وعلى مدار 29 يومًا متتالية، تواصل قوات الاحتلال اقتحام مدينة جنين، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة وتوسيع النشاطات العسكرية داخل المدينة.
وفي الليلة الماضية، لاحقت قوات الاحتلال مركبات الفلسطينيين وأطلقت النار باتجاهها، كما اعتقلت عددًا من الشبان وأخضعتهم لتحقيقات ميدانية قاسية.
ولم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل قام بوضع بوابة حديدية على مدخل بلدة سيلة الظهر، على الطريق الواصل بين جنين ونابلس، مما تسبب في أزمة مرورية خانقة.
الاحتلال يعزز وجوده في الضفة
وفي تصعيد إضافي، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد جنوب غرب جنين مساء أمس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة استخدمت فيها الحجارة والزجاجات الحارقة.
وشنت قوة خاصة تابعة للاحتلال أيضًا عملية في بلدة ميثلون، حيث حاصرت أحد المنازل قبل أن تنسحب بعد اعتقال شاب لم تُعرف هويته بعد.
المقاومة تتصدى للاقتحامات
وفي ظل التصعيد الإسرائيلي، لم تقف المقاومة الفلسطينية مكتوفة الأيدي، حيث استهدف المقاومون قوات الاحتلال خلال اقتحامها لبلدة يعبد بعبوات ناسفة محلية الصنع، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين.
وأكدت وسائل الإعلام العبرية أن جيش الاحتلال مستمر في عملياته العسكرية شمال الضفة الغربية حتى تحقيق أهدافه في القضاء على ما وصفه بـ”الإرهاب”، مشيرة إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل هو كيفية منع إعادة تشكيل المجموعات المسلحة التي قام الجيش بتفكيكها.
ويدرس الاحتلال حاليًا إنشاء وحدة عسكرية خاصة في جنين، تكون مسؤولة عن التعامل مع أي حدث أمني بشكل سريع وفعال.
جهود إغاثية للنازحين وسط كارثة إنسانية متفاقمة
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، ارتفعت أعداد النازحين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمان.
وفي بلدة رمانة، أكد معاذ الأحمد، ممثل لجنة الطوارئ، أن المجلس المحلي يعمل على إغاثة النازحين، حيث تم توفير مساعدات غذائية، أغطية، وفرشات، إلى جانب تنظيم يوم طبي لمتابعة الحالات الصحية.
وفي السياق نفسه، ساهمت جمعية عرابة التنموية في تقديم الدعم للنازحين، من خلال توزيع طرود غذائية في إطار حملة تضامنية أُطلقت لمساعدة أهالي المخيم.
ومع استمرار العدوان، تتزايد الحاجة إلى جهود إغاثية أكبر لإنقاذ مئات العائلات التي تعيش ظروفًا مأساوية نتيجة القصف والتدمير الممنهج.
