تحليلات واراء
أخر الأخبار

بين الاجتياحات والهدم.. مخطط إسرائيلي لتغيير خارطة الضفة الغربية

يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية من خلال اجتياحات متكررة، قرارات هدم، وتدمير واسع للبنية التحتية.

ويرى محللون سياسيون أن هذه السياسات تأتي ضمن مخطط مدروس يستهدف إنهاء رمزية المخيمات وإضعاف قضية اللاجئين الفلسطينيين، بما يمهد لتنفيذ مشاريع تهجير قسري لسكانها.

الاجتياحات والهدم

وبحسب المحاضر في كلية الإعلام والكاتب السياسي فريد أبو ظهير، فإن تكثيف عمليات الاجتياح الإسرائيلي لمخيمات الضفة، وهدم البيوت، وتوسيع الطرق العسكرية، يعكس مرحلة جديدة من المخطط الإسرائيلي الذي تصاعد منذ فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانتخابات.

وأوضح أن الموقف الأمريكي كان سباقًا في دعم مشاريع تهجير الفلسطينيين، مما ساهم في تنفيذ الاحتلال لخطواته المتقدمة بهذا الاتجاه.

ويرى أبو ظهير أن عمليات هدم المنازل تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، حيث تعد المخيمات رمزًا تاريخيًا يرتبط بالنكبة الفلسطينية، وتذكّر العالم بجذور الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

استهداف الأونروا مقدمة لإنهاء المخيمات

وأشار أبو ظهير إلى أن مخطط استهداف اللاجئين لا يقتصر فقط على عمليات الاجتياح والهدم، بل سبق ذلك هجوم إسرائيلي ممنهج على وكالة الأونروا، الجهة المسؤولة عن دعم اللاجئين الفلسطينيين.

ويرى أن تصفية الأونروا قد تمهد في النهاية لإنهاء وجود المخيمات بالكامل.

كما توقع أبو ظهير أن يشمل المخطط بناء مشاريع سكنية جديدة لنقل السكان إليها، وربما إجبار بعض العائلات على التهجير القسري، تحت ذريعة تحسين الأوضاع المعيشية والتخفيف من الاكتظاظ، في حين أن الهدف الحقيقي هو إضعاف أي بيئة قد تحتضن المقاومة الفلسطينية.

 مخطط تهجير معلن

ومن جانبه، أكد الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع أن ما يحدث في مخيمات الضفة الغربية يمثل “ترجمة حرفية لمخطط التهجير”، حيث باتت فكرة تفريغ المخيمات معلنة بشكل صريح من قبل قادة الاحتلال.

وأوضح أن الاحتلال كان في البداية يسوّق عمليات الاجتياح والهدم بذريعة وجود خلايا مقاومة داخل المخيمات، لكن الواقع يكشف أن الأهداف الحقيقية تتجاوز البعد الأمني، إلى استهداف المخيمات ذاتها ككيان مكاني ورمزي.

وأشار مناع إلى أن استهداف مخيم العين في نابلس، الذي لا يضم أي تكتلات عسكرية بارزة، يؤكد أن الاحتلال يسعى لإنهاء فكرة المخيم بحد ذاتها، وليس فقط مواجهة مجموعات المقاومة.

85 منزلًا مهددًا بالهدم في مخيم العين

وكشفت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال ينوي هدم 85 منزلًا في مخيم العين غربي نابلس، في خطوة مشابهة لقراره السابق بهدم نحو 95 منزلًا في مخيم جنين.

ووفقًا لصحيفة “هآرتس”، يهدف الاحتلال إلى إعادة تشكيل المخيمات وتغيير بنيتها، وفتح طرق داخلية للمركبات العسكرية، وهو ما يعزز نظرية السعي لطمس معالم المخيمات تدريجيًا.

وكان جيش الاحتلال قد اقتحم مخيم العين قبل أيام، واستمر عدوانه 14 ساعة، تخلله اغتيال شاب فلسطيني، اعتقال آخر، وإجبار عشرات العائلات على النزوح من منازلها.

هل تنجح إسرائيل في تغيير خارطة الضفة؟

ويرى محللون أن الاحتلال يخطط لإعادة رسم خارطة الضفة الغربية عبر تصعيد عمليات الهدم والتضييق على اللاجئين، بهدف خلق بيئة طاردة تدفع الفلسطينيين للهجرة القسرية، وتحويل مناطق الضفة إلى معازل مغلقة يسهل السيطرة عليها.

وأكد مناع أن الاحتلال يسعى إلى تحويل الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة ومحاصرة، عبر تقليل عدد السكان الفلسطينيين وتحجيم مساحات تواجدهم، مشددًا على أن ما يجري اليوم هو “إعادة إنتاج لنكبة جديدة بأساليب مختلفة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى