
تهدف الخطة الإسرائيلية الجديدة لتفكيك السلطة الفلسطينية، إلى تحويل بعض المناطق في الضفة الغربية إلى أقاليم تتمتع بصلاحيات ذاتية، تكشف عن سياسة إسرائيلية تهدف إلى تعزيز هيمنتها في الأراضي الفلسطينية.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي علي سعادة أن هذه الخطة تؤكد على ضعف السلطة الفلسطينية وفسادها، إلى جانب قمعها للشعب الفلسطيني.
ووفقاً للمحلل السياسي، تعكس هذه الخطة عدم اهتمام السلطة الفلسطينية بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، حيث أن همها الأساسي هو الحفاظ على استقرار حكمها. هذا، كما يراه سعادة، يساهم في خلق حالة من الاستقواء الإسرائيلي غير المسبوق على الشعب الفلسطيني.
مساندة إماراتية للمشروع الإسرائيلي
وأشار سعادة إلى أن هذه الخطة تأتي في وقت مقلق، خاصة أن دولًا عربية، مثل الإمارات، تدعم هذا المشروع، وهو ما يثير القلق على المستويات السياسية والأمنية.
ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، تم مناقشة هذا المشروع داخل مؤسسات الاحتلال، وتقوم فكرته على تفكيك السلطة الفلسطينية تحت قيادة محمود عباس، مع منح المدن الفلسطينية صلاحيات خاصة بها.
تفاصيل الخطة والخليل
وتوضح الصحيفة أن هذه الفكرة ستُختبر أولاً في مدينة الخليل، حيث سيتم تشكيل قيادة محلية تدير المدينة تحت إشراف حكومة الاحتلال والجيش.
وتُظهر هذه الخطة محاولة لتكريس التقسيم الفلسطيني وتعميق التفرد الإسرائيلي.
ومن جهته، أشار الناشط السياسي ثائر أبو عياش إلى أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح تتبع سياسات تهدف إلى تحجيم المقاومة الفلسطينية وتعزيز التنسيق الأمني مع الاحتلال، وذلك للحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي في الضفة الغربية، رغم التهديدات التي تطال الحقوق الفلسطينية الأساسية.
وقال أبو عياش إن الضفة الغربية اليوم تقف عند مفترق طرق: إما مواصلة الاحتلال والإبقاء على الوضع الراهن، أو الانتفاض لمقاومة الاحتلال.
ورغم أن الضفة الغربية قد تبدو “نائمة” تحت وطأة الاحتلال، فإن الوعي الشعبي الفلسطيني لا يزال حيًا، كما يتجلى في الاحتجاجات والعمليات الفردية ضد الاحتلال.
المقاومة في الضفة
وأضاف أبو عياش أن مقاومة الاحتلال تتجلى بشكل غير مباشر من خلال الاحتجاجات الشعبية والرفض العميق للتهديدات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن المعركة طويلة الأمد بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي تتطلب توحيد الصفوف الفلسطينية وتجديد إرادة المقاومة الشعبية.
وأكد الكاتب أن الضفة الغربية تبقى ساحة رئيسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع احتمال اندلاع انتفاضة جديدة ضد الاحتلال.
ونجاح أو فشل هذه الانتفاضة يتوقف على قدرة الفلسطينيين على توحيد صفوفهم وإحياء روح المقاومة في وجه الاحتلال.