معالجات اخبارية
أخر الأخبار

من وصف الإمارات بالخيانة إلى خدمتها.. تناقضات السلطة تفضح نفسها

الهجوم العنيف الذي شنته السلطة الفلسطينية، عبر الناطق باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة، ضد د. مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، فجّر موجة استياء عارمة، وأعاد تسليط الضوء على ازدواجية السلطة، وتناقضاتها السياسية التي تُدار وفق حسابات شخصية وتحالفات مشبوهة.

في بيان مستهجن، وصف أبو ردينة د. البرغوثي بـ”المدعو”، مدعيًا أن تصريحاته بشأن تواطؤ الإمارات في الحرب على غزة لا تعبّر عن موقف “دولة فلسطين”، ومشددًا على أن السلطة “لن تسمح بالإساءة إلى رموز أي دولة عربية شقيقة”، معتبرًا ما قاله البرغوثي أنه “يخدم أجندات لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني”.

 تناقضات السلطة

لكن المدهش في هذا الهجوم هو ذاكرة السلطة الانتقائية، إذ لم تمر سنوات كثيرة على هجوم رئيسها محمود عباس على الإمارات عام 2020، عندما وصف تطبيعها مع الاحتلال بأنه “طعنة في ظهر القضية الفلسطينية”.

ووقتها قال عباس: “لا أحد يتحدث باسم الفلسطينيين غير الفلسطينيين أنفسهم”، وأكد أن التبريرات الإماراتية حول منع الضم هي “مخادعة” ومرفوضة تمامًا.

الإمارات من الخصم إلى الحليف السياسي

ولم يأتِ التحول في موقف السلطة نتيجة تغير في سلوك الإمارات، بل على العكس، فقد ازداد تورط الأخيرة في دعم الاحتلال وجرائمه، لا سيما في قطاع غزة.

ولكن الدافع الحقيقي لهذا التبدل، وفق مراقبين، هو سعي عباس لإعادة ترتيب أوراقه الداخلية مع حلفاء الماضي، وفي مقدمتهم محمد دحلان، خصمه السياسي المدعوم إماراتيًا، وسط ضغوط دولية لتوحيد صفوف حركة فتح.

ردود الأفعال الشعبية والحقوقية

وتساءل الناشط إياد الرجوب مستنكرًا: “ما الجديد الذي قاله البرغوثي؟ أليس هذا ما صرّح به عباس وأبو ردينة سابقًا؟”.

وأضاف: “نبيل أبو ردينة نفسه وصف تطبيع الإمارات بالخيانة، فما الذي تغيّر؟”.

أما الكاتب والروائي وليد الهودلي، فعبّر عن دعمه للبرغوثي بقوله: “البرغوثي.. يا جبل ما يهزك نعيق البوم ولا خفخفة الضباع… موقفك من الإمارات هو صوت كل حر ما زال يتخندق في خندق القضية الفلسطينية”.

وما جرى يعكس بوضوح أن السلطة الفلسطينية باتت تسخّر خطابها السياسي لخدمة مصالح ضيقة، وتُحارب من يكشف تواطؤ الأنظمة المتورطة مع الاحتلال.

وهجومها على البرغوثي ليس سوى محاولة فاشلة لتكميم الأفواه الحرة، في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى الحقيقة لا إلى النفاق السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى