معالجات اخبارية

الكشف عن تنسيق إسرائيلي أردني سري بشأن تطورت سوريا والضفة الغربية

كشف موقع Axios الأمريكي عن تنسيق إسرائيلي أردني سري بشأن تطورت سوريا والضفة الغربية، وسط مخاوف إسرائيلية من تداعيات عودة ثورات الربيع العربي وتأثير ذلك على حلفاء تل أبيب.

وبحسب الموقع المعروف بصلاته مع الاستخبارات الإسرائيلية، أجرت “إسرائيل” والأردن محادثات سرية، يوم الجمعة، للتنسيق بشأن الوضع في سوريا، بحسب ما قاله ثلاثة مسؤولين إسرائيليين.

وقد ترك سقوط نظام بشار الأسد دولة هشة، ومخزوناً من الأسلحة الكيميائية، والعديد من الجماعات المتمردة المسلحة المختلفة، بعضها منظمات إسلامية كانت تابعة لتنظيم القاعدة.

وتشن القوات الإسرائيلية غارات على مواقع عسكرية في أنحاء سوريا واستولت على منطقة في مرتفعات الجولان على الجانب السوري من الحدود بين البلدين. وتقول البعثة السورية لدى الأمم المتحدة إن استيلاء “إسرائيل” على المنطقة يشكل انتهاكا للسيادة السورية.

وتقول “إسرائيل” والأردن، إنهما تريدان العمل معا بشأن مخاوفهما الأمنية المشتركة بشأن الوضع في البلاد.

وقال مسؤول إسرائيلي إن الأردن هو أيضا وسيط رئيسي بين “إسرائيل” والجماعات المتمردة السورية ، بما في ذلك جماعة المعارضة الإسلامية السُنية هيئة تحرير الشام التي قادت الثورة التي أطاحت بنظام الأسد.

وقد التقى مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) وضباط كبار في قوات الدفاع الإسرائيلية، الجمعة، مع مدير جهاز المخابرات العامة الأردني أحمد حسني وكبار القادة العسكريين الأردنيين، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وقال مسؤولان إسرائيليان إنهما ناقشا الوضع في سوريا والتعاون الإسرائيلي الأردني مع الجماعات المتمردة التي تشكل الآن حكومة انتقالية.

وذكر المسؤولون إنهم ناقشوا أيضا التهديد المتزايد المتمثل في تهريب الأسلحة من جانب إيران عبر الأردن إلى الجماعات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد كبير في الأراضي الفلسطينية.

الأردن يتجاهل التصعيد الإسرائيلي في سوريا

في الأيام العشرة الماضية، بدأ الجيش الإسرائيلي في احتلال أراضٍ سورية في منطقة حدودية أنشئت قبل عقود من الزمن.

كما تحتل القوات الإسرائيلية العديد من المواقع الاستراتيجية الأخرى، بما في ذلك الموقع العسكري السوري على جبل الشيخ، وهو أعلى نقطة في المنطقة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ نحو 500 غارة جوية على أهداف عسكرية سورية في سوريا ودمر معظم القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي والصواريخ والقذائف السورية.

كما نفذ جيش الاحتلال غارات على منشآت استخدمت في الماضي كجزء من برنامج الأسلحة الكيميائية السوري.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربات تهدف إلى منع وقوع الأسلحة في أيدي الجماعات الإرهابية.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في اجتماعهما يوم الخميس إن الجيش الإسرائيلي سوف يحتفظ “مؤقتا” بالسيطرة على منطقة الحدود في سوريا “حتى تصبح هناك قوة فعالة تطبق اتفاق فصل القوات لعام 1974”.

وقد نص الاتفاق بين “إسرائيل” وسوريا على إقامة “منطقة فصل” ودعا الجانبين إلى فك الاشتباك بين قواتهما.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إن وجود الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة من المرجح أن يستمر لعدة أشهر وربما لفترة أطول.

وقد أرسلت البعثة السورية لدى الأمم المتحدة رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة احتجاجاً على الإجراءات الإسرائيلية. وأُرسلت الرسالة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول، ولكن تم نشرها بعد أربعة أيام.

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة في بيان: “في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية العربية السورية مرحلة جديدة في تاريخها يتطلع فيها شعبها إلى دولة الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون والسلام والاستقرار، صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المستمر على أراضي الجمهورية العربية السورية”.

وأكد أن احتلال المنطقة العازلة والضربات الجوية هو خرق لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974 وانتهاك للسيادة السورية.

وجاء في الرسالة “تجدد سوريا دعوتها للأمم المتحدة ومجلس الأمن لتحمل مسؤولياتهما واتخاذ إجراءات حازمة لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لاعتداءاتها المستمرة على الأراضي السورية وضمان عدم تكرارها والانسحاب الفوري وفق المناطق المتفق عليها في اتفاق فك الاشتباك”.

وعلق زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، السبت، لأول مرة على التصرفات الإسرائيلية ووصفها بأنها “تصعيد غير مبرر”.

وقال الشرع إن “إسرائيل” ليس لديها أي سبب لتخطي خط الفصل، خاصة وأن وجود إيران في سوريا لم يعد منتهيا، ومن دون حليفها الأسد لن تتمكن من استخدام سوريا كنقطة انطلاق لشن هجمات.

وأضاف “بعد سنوات من الحرب لا نستطيع أن نتحمل الدخول في صراعات جديدة. الأولوية القصوى هي إعادة الإعمار والاستقرار وليس الانجرار إلى صراعات من شأنها أن تجلب المزيد من الدمار”.

ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل والضغط على الحكومة الإسرائيلية لاحترام السيادة السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى