تتزايد يومًا بعد يوم الانتهاكات التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث لم تتوقف جرائم الحرب عن استهداف المدنيين من الأطفال والنساء، طالت حرق المنازل شمال القطاع وهدمها فوق رؤوسهم.
وفي تطور خطير يكشف عن حجم الوحشية، أقدم جنود الاحتلال على إحراق عدد كبير من منازل المدنيين في مخيم جباليا شمال القطاع، ليتفاخروا بجرائمهم علنًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في خطوة تضاف إلى سجلهم الأسود.
حرق منازل شمال غزة
ومنذ أكثر من 60 يوماً، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة واسعة في مخيم جباليا وشمال غزة، تضمنت تدمير المنازل بشكل ممنهج وإحراقها بعد إخراج العائلات منها قسرًا.
وأفادت مصادر محلية، أن الجنود عمدوا إلى إشعال النار في البيوت واستخدام قذائف حارقة، مما أدى إلى دمار واسع وتشريد مئات الأسر.
وصعدت قوات الاحتلال من سياسة حرق المنازل خلال الأيام القليلة الماضية، وحرق هذه المنازل لا يقتصر فقط على مخيم جباليا بل طال العشرات من المربعات السكنية في مشروع وبلدة بيت لاهيا شمال غزة.
الجنود يوثقون جرائمهم
وفي مشهد مروّع، نشر بعض جنود الاحتلال مقاطع فيديو وصور عبر تطبيقات ومنصات مختلفة، وهم يتفاخرون بإضرام النار في المنازل ويضحكون على مشاهد الخراب.
هذه الفيديوهات، التي سرعان ما أثارت موجة غضب واستياء، تكشف عن الثقافة العنصرية التي تغذي جنود الاحتلال وتُشجّعهم على ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني دون وازع إنساني أو أخلاقي.
أبعاد قانونية وحقوقية
وأكد مختصون قانونيون أن إحراق المنازل يُعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف الرابعة، التي تحظر استهداف الممتلكات المدنية أو استخدامها كوسيلة عقاب جماعي.
كما تُعتبر هذه الأفعال جرائم حرب بموجب القانون الدولي، مما يضع المسؤولين عنها عرضة للملاحقة القضائية أمام المحاكم الدولية.
صمود الفلسطينيين رغم المأساة
رغم حجم المأساة التي شهدها مخيم جباليا وشمال غزة، يُظهر سكان المخيم صمودًا وإصرارًا على إعادة بناء حياتهم والتمسك بأرضهم.
وقال أحد سكان المخيم الذي دُمّر منزله: “قد يحرقون منازلنا، لكنهم لن يحرقوا إرادتنا في الصمود والبقاء”.