
اتهم القيادي في مخيم جنين، جمال الزبيدي، السلطة الفلسطينية بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال فرض حصار خانق على المخيم لمدة 52 يومًا قبل بدء الاجتياح العسكري في 21 يناير 2024.
وأوضح الزبيدي أن السلطة تعاملت مع المخيم وكأنه “بؤرة إيرانية وداعشية”، وفقًا لبياناتها الرسمية، ما وفر مبررات للاحتلال لتنفيذ عملياته التدميرية.
وأكد الزبيدي أن المقاومين في المخيم هم وطنيون تعرضوا للاعتقالات المتكررة من الاحتلال، وهم معروفون بانتماءاتهم الوطنية والفصائلية، مشيرًا إلى أن السلطة لا تزال تشارك في العمليات العسكرية ضد جنين عبر التنسيق الأمني مع إسرائيل.
السلطة فقدت بوصلتها السياسية والوطنية
وفي ذات السياق، وصف الصحفي والناشط الفلسطيني إياد حمد السلطة الفلسطينية بأنها “منفصلة عن الشارع الفلسطيني” بسبب انحرافها سياسيًا ووطنياً، مؤكدًا أنها باتت إطارًا يخدم مصالح خاصة بعيدًا عن طموحات الشعب.
وأشار حمد إلى أن السلطة تواجه اختبارًا تاريخيًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة بعد عقود من تقديم الوعود الزائفة، بينما تتفاقم الأوضاع في الضفة الغربية.
كما انتقد حمد حركة فتح، معتبرًا أنها تعيش عزلة داخلية نتيجة تهميش كوادرها، واقتصار وجودها على المهرجانات والفعاليات الدعائية، مما أدى إلى فقدانها الالتفاف الشعبي.
انتهاكات السلطة في جنين
واختطفت أجهزة السلطة الفلسطينية الشاب أسامة قبها في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، حيث داهمت قوة بلباس مدني وسيارات غير رسمية منطقة الكراج ونقلته إلى جهة مجهولة.
وجاء ذلك بعد أيام من اختطاف الممرض بلال السبتي من مستشفى الرازي في جنين، حيث اقتحمت قوة أمنية المستشفى واعتقلته بوحشية أمام زملائه والمرضى.
وبحسب لجنة أهالي المعتقلين السياسيين، ارتكبت أجهزة السلطة 382 انتهاكًا خلال الفترة بين ديسمبر 2024 ويناير 2025، شملت استشهاد 9 مواطنين واعتقال 144 آخرين، بينهم طلاب جامعيون ونشطاء.
كارثة المياه
وتفاقمت الأوضاع في جنين نتيجة منع قوات الاحتلال وصول المياه إلى 4 مستشفيات رئيسية، مما يجعل 35% من سكان المدينة عرضة لخطر كارثة صحية. كما طالت الاعتقالات أكثر من 150 فلسطينيًا، بينهم عشرات تعرضوا للتحقيق الميداني.
ونفذت قوات الاحتلال خلال العدوان 153 عملية مداهمة، و14 غارة جوية، وتدمير منازل الشهداء أمجد الفايد وعائلته
ويثير التنسيق الأمني المتزايد بين السلطة الفلسطينية والاحتلال تساؤلات حول دورها الحقيقي في حماية الفلسطينيين، خاصة مع استمرار القمع في جنين والضفة الغربية.
جنين تحترق
ويستمر العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ27 على التوالي، ما أسفر عن استشهاد 25 مواطنًا، وتهجير أكثر من 20 ألف شخص، وتدمير أكثر من 470 منزلًا ومنشأة، وانقطاع المياه والكهرباء عن أحياء واسعة، وتعطيل المرافق الصحية والتعليمية
كما عزز الاحتلال وجوده العسكري في عمق المخيم، مستخدمًا الطائرات الحربية والمسيرة، ومحولًا منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية، ما تسبب بأزمة إنسانية خانقة.
ولا تزال الاعتقالات مستمرة بحق الأهالي المهجرين إلى البلدات المحيطة، حيث تنفذ أجهزة السلطة حملات اعتقال باستخدام سيارات مدنية.