
في الأيام الأخيرة، شنّت لجان حركة فتح الإعلامية وذبابها الإلكتروني هجومًا على عدد من الصحفيين الفلسطينيين، من بينهم الصحفي حسن اصليح، الذي كان هدفًا للتحريض المستمر.
وتسببت هذه الحملة في استهدافه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين، مما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر من الصحفيين، واستشهاد صحفي آخر ومواطن بالقرب من مستشفى ناصر في قطاع غزة.
حملة التحريض من فتح
من أبرز المحرضين ضد الصحفيين الفلسطينيين كان المدعو مصطفى عصفور، الذي نشر على حسابه في تويتر: “نبدأ حملة فضح الصحفيين والمؤثرين الفلسطينيين الذين تخاذلوا في نقل صوت شعبهم داخل غزة، الرافض لحكم مليشيا حماس، أولهم الصحفي المتخاذل حسن اصليح الذي حاول التلاعب بحقيقة المظاهرات”.
هذا التحريض أثار موجة من الغضب في الشارع الفلسطيني الذي اعتبر أن هذه الحملات الإعلامية تساهم في قتل الصحفيين الفلسطينيين.
تفاعل وسائل الإعلام الإسرائيلية
وفيما يتعلق بالاستهداف الإعلامي، نقل الصحفي تامر المسحال من قناة الجزيرة بعض المنشورات التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية حول استهداف الصحفيين الفلسطينيين، مما أثار حالة من الانتشاء لدى الاحتلال بسبب إصابة اصليح.
وهذا التناغم الإعلامي بين بعض الأطراف الفلسطينية والمحتل الإسرائيلي أصبح مثار انتقاد واسع.
ردود فعل الشارع الفلسطيني
وشهد الشارع الفلسطيني حالة من الغضب الشديد جراء ما اعتبره كثيرون “تعاونًا مع المحتل”.
وطالبوا الصحفيون الفلسطينيون بتوقف حملات التحريض التي تهدف إلى تشويه سمعتهم، مشيرين إلى أن هذه الهجمات الإعلامية تشارك في قتل أبناء الشعب الفلسطيني، كما حدث مع الصحفيين حسام شبات وآخرين.
الموقف الحقوقي والتحليل السياسي
وتحدث الحقوقي صلاح موسى عن أن الانتقاد والتصريحات السلبية لا تبرر الهجوم على حماس أو أي فصيل فلسطيني آخر، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعتبر هذه المعركة وجودية.
وأكد أن الهجوم على حماس الآن ليس الحل، ولا يمكن المساواة بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في أي وقت.
وأضاف موسى أن هذا التحريض ضد حماس يأتي في وقت حسّاس، مع قيام إسرائيل بتخريب أي اتفاقات مع الفلسطينيين بدعم أمريكي، في حين أن الهجوم على حماس لا يؤدي إلى تغيير مواقف الاحتلال، بل يزيد من التوتر الداخلي الفلسطيني.
وطرح موسى تساؤلات حيوية عن ما سيحدث إذا وافقت حماس على التسوية السياسية، مشيرًا إلى أن القتال ضد الاحتلال يجب أن يكون محورًا أساسيًا، بغض النظر عن الاختلافات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية.
وقال: “هل الهجوم على حماس سيؤدي إلى تغيير موقف إسرائيل، أم أننا سنظل تحت رحمة الاحتلال؟”.