تصدر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، المشهد السياسي الفلسطيني وسط اتهامات متزايدة بتقويض المصالح الوطنية لصالح مكاسب شخصية وتوطيد علاقاته مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومع تراجع الثقة الشعبية في السلطة الفلسطينية، يرى مراقبون أن الشيخ يمثل أحد أبرز وجوه الفساد السياسي والتفرد بالقرار داخل السلطة، مما ساهم في إضعافها على المستويين الشعبي والإقليمي.
وتأتي هذه الاتهامات في وقت تواجه فيه السلطة الفلسطينية أزمة وجودية، مع ضغوط داخلية وخارجية تهدد بنيتها السياسية والإدارية.
حسين الشيخ والاحتلال
وأكد الناشط السياسي عيسى عمرو أن أمين سر منظمة التحرير، حسين الشيخ، يفتقر إلى الكفاءة والمهنية، مشيرًا إلى أن علاقاته الاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي تعكس انحيازه لمصالح شخصية على حساب القضية الفلسطينية.
وأضاف عمرو أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، يعمل على إنهاء السلطة الفلسطينية ماليًا، بينما تتآكل مكانة السلطة داخليًا بفعل الفساد الإداري والتفرد بالقرارات.
صراع النفوذ داخل السلطة
وأثار تكليف رئيس المجلس الوطني روحي فتوح بمهام الرئاسة حال شغور منصب رئيس السلطة محمود عباس، ضربة لحسين الشيخ، الذي سعى لسنوات لتعزيز نفوذه كخليفة محتمل لعباس عبر شراء الولاءات وتقديم امتيازات مالية.
وتعطلت جهود الشيخ بشكل كبير بعد تأجيل المؤتمر الثامن للمجلس الثوري لحركة فتح عقب معركة “طوفان الأقصى”، مما أحبط محاولاته لانتزاع منصب نائب قائد حركة فتح من محمود العالول وإدخال ماجد فرج إلى اللجنة المركزية للحركة.
وبالرغم من لقاءاته الإقليمية مع مسؤولين أردنيين وسعوديين لتقديم نفسه كخيار قادر على إدارة المشهد الأمني والسياسي، يواجه الشيخ رفضًا شعبيًا واسعًا يعكسه استطلاع رأي أظهر أن 90% من الفلسطينيين يطالبون باستقالة عباس، وارتفاع تأييد المقاومة.
وفي ظل تراجع شعبية السلطة، يتهم الشيخ بالعمل على تقويض الدعم الشعبي للمقاومة في غزة، وسط تصاعد دعوات لحل السلطة وإنهاء حالة الفساد والترهل الإداري.
خطة عودة السلطة إلى غزة
وتعمل السلطة الفلسطينية، بقيادة حسين الشيخ، على إعادة ترتيب أوراقها في قطاع غزة ضمن خطة دولية يُطلق عليها “اليوم التالي”.
وتشمل الخطة، المدعومة من مصر، سيطرة السلطة على معبر رفح كخطوة أولى، مع توسع تدريجي في مواقع استراتيجية أخرى.
ومع ذلك، يواجه هذا التحرك رفضًا شعبيًا في غزة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى معارضة واسعة لعودة السلطة، التي يعتبرها المواطنون غير جديرة بحكم القطاع.
وكشفت مصادر فلسطينية أن حسين الشيخ أجرى لقاءات مكثفة مع مسؤولين إقليميين، بينهم السفير السعودي غير المقيم لدى السلطة بندر السديري، لعرض نفسه كخيار قادر على ضبط الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية.
تهديد بالفوضى وتبرير للأزمات
وفي تصريح مثير، حذر حسين الشيخ من أن انهيار السلطة سيؤدي إلى حالة من الفوضى في الأراضي الفلسطينية.