حذرت جولييت توما، مديرة الاتصالات في الأونروا، من تداعيات خطيرة لحظر الوكالة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدةً أن استمرار عملها ضروري لإنقاذ حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين.
وأكدت أن الوكالة ملتزمة بتقديم الخدمات الأساسية في غزة والضفة الغربية، بما فيها شرق القدس.
وأوضحت أن القوانين التي أقرها كنيست الاحتلال ستؤدي إلى عواقب كارثية على اللاجئين الفلسطينيين، خاصةً في ظل الحاجة المتزايدة للمساعدات الإنسانية بعد حرب إبادة استمرت أكثر من 15 شهراً.
حظر الأونروا
وفي 28 أكتوبر 2024، أقرّ كنيست الاحتلال قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل الأراضي الفلسطينية، ويحظران أي اتصال رسمي بها، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
وأكدت توما أن موظفي الأونروا يواجهون بيئة معادية وحملة تضليل واسعة، حيث اضطر بعض الموظفين الدوليين إلى المغادرة بعد انتهاء تأشيراتهم.
هجمات على منشآت الأونروا
وتعرضت منشآت الأونروا في شرق القدس لهجمات عنيفة، شملت حرقًا متعمدًا ورشقًا بالحجارة، إلى جانب اعتقال عدد من موظفي الوكالة.
وفي قطاع غزة، فقدت الأونروا أكثر من 270 موظفًا، وتعرضت ثلثا منشآتها للقصف.
ولا يزال 20 موظفًا رهن الاعتقال في سجون الاحتلال.
انهيار النظام الصحي
وكشف منظمة الصحة العالمية عن تدهور كارثي في القطاع الصحي، حيث يعمل 18 فقط من أصل 36 مستشفى بشكل جزئي، في حين لا تزال 57 من أصل 142 مركزًا صحيًا فقط قيد الخدمة.
وقال ممثل المنظمة في فلسطين، الدكتور ريك بيبركورن، إن الصراع المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا تسبب في أزمة نفسية غير مسبوقة بين سكان غزة، مع وجود طبيبين نفسيين فقط في شمال القطاع، بعد توقف جميع مراكز الصحة العقلية عن العمل.
الحاجة إلى إجلاء طبي عاجل
وأوضح بيبركورن أن هناك 12 إلى 14 ألف مريض بحاجة إلى الإجلاء الطبي، بينهم 2500 طفل على الأقل.
ومن المتوقع أن يتم أول إجلاء عبر معبر رفح لحوالي 50 مريضًا، إلا أنه حذر من أن استمرار هذه الوتيرة البطيئة سيجعل الإجلاء يستغرق أكثر من 10 سنوات.
ودعا إلى فتح ممرات طبية عاجلة لنقل المرضى إلى الضفة الغربية وشرق القدس، حيث يمكن للمستشفيات استقبالهم، إلى جانب إمكانية نقل الحالات الحرجة إلى مصر ودول أخرى.
وقف إطلاق النار في غزة
وأكدت توما أن الأونروا نجحت في إدخال 60% من المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، لكن القيود المفروضة تهدد بوقف هذه الإمدادات.
وأضافت أن الأونروا تواصل تقديم خدماتها الصحية والتعليمية رغم الضغوط، حيث توفر الرعاية الصحية لـ 70 ألف مريض والتعليم لأكثر من 1100 طالب في شرق القدس.
وحذرت من أن تعطيل عمل الأونروا قد يهدد وقف إطلاق النار الهش في القطاع.
وواجهت قرارات الاحتلال بحظر الأونروا رفضًا واسعًا من جهات دولية، من بينها فرنسا، ألمانيا، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، والتي أكدت أن هذه الخطوة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وحرمان اللاجئين من حقوقهم الأساسية.