قال رئيس مركز مسارات للدراسات والأبحاث، هاني المصري، إن الهجوم الذي تشنه السلطة الفلسطينية على مخيم جنين يعكس رهانات قيادتها وارتباطها باتفاقية أوسلو التي أصبحت عبئًا سياسيًا.
وأوضح المصري أن استمرار التعاون الأمني مع الاحتلال، رغم تخلّي إسرائيل عن التزاماتها، يعكس إصرار السلطة على مسار أثبت فشله عبر السنوات.
توقيت الحملة
ورأى المصري أن اختيار توقيت الحملة الأمنية ضد مخيم جنين ليس اعتباطيًا؛ فهو يتزامن مع الحديث عن هدنة في غزة، قد توقف الحرب على القطاع، ومع عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي الأميركي، مما يدفع السلطة إلى أوهام حول إمكانية التكيف مع سياسات إدارته الجديدة.
وأشار المصري إلى أن السلطة تأمل أن يؤدي قمع المقاومة إلى تعزيز مكانتها في أي مفاوضات قادمة، خاصة تلك المرتبطة بصفقة التطبيع السعودية الإسرائيلية.
وهذه الصفقة التي يجري الحديث عنها تتضمن تطبيع العلاقات الإسرائيلية مقابل تنازلات شكلية، مثل دولة فلسطينية منزوعة السيادة، ومفاعل نووي سعودي تحت إشراف أميركي.
خيارات السلطة ومخاطرها
وأضاف المصري أن استمرار السلطة في استهداف المقاومة لن يقوي موقفها، بل سيقلص الخيارات الفلسطينية.
وأكد أن القضاء على المقاومة في جنين يعزز الأصوات الداعية إلى إنهاء دور السلطة، وتحويلها إلى إدارة محلية تنفذ أجندة الاحتلال، دون أي تمثيل سياسي للشعب الفلسطيني.
ودعا المصري إلى تجاوز الانقسامات الداخلية وترتيب البيت الفلسطيني، عبر توحيد النظام السياسي وبلورة قيادة مشتركة.
وشدد على أهمية اعتماد استراتيجية صمود تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم والحفاظ على قضيتهم حيّة في المحافل الدولية.
هجوم السلطة على المقاومة
في المقابل، انتقد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي، هجوم السلطة على المقاومة في جنين.
وعبّر عن استغرابه من غياب أجهزتها الأمنية خلال اقتحامات الاحتلال، مقابل استهدافها للمقاومين في المخيمات الفلسطينية.
وأثارت الكاتبة لمى خاطر قضية التضليل الإعلامي الذي تمارسه السلطة، متهمة إياها باستخدام أدوات القمع والتحريض لتبرير استهداف المقاومة.
وأكدت أن هذا النهج يعكس استعداد السلطة لاقتراف المزيد من الأخطاء بحق الشعب الفلسطيني.
وتواصل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حصار مخيم جنين لليوم الـ20 على التوالي.
وشهد الحصار اشتباكات عنيفة مع مقاومين رفضوا تسليم أسلحتهم، وأسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين، بينهم قائد ميداني في كتيبة جنين وطفلان، بالإضافة إلى مقتل عنصرين من أجهزة الأمن الفلسطينية.
وأطلقت أجهزة السلطة قذائف RPG على منزل المطارد يزن حنون، ما تسبب في احتراقه وامتداد النيران إلى أكثر من 10 منازل أخرى في المخيم، وسط تحليق مكثف لطائرات إسرائيلية مُسيّرة في أجواء المنطقة، بحسب مصادر محلية.