
حذر الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو اللجان الإلكترونية التابعة لحركة فتح من الوقوع في فخ الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى لاستغلال أي خلافات داخلية لتبرير استمرار عدوانه الوحشي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار سويرجو في منشور له إلى أن القضية لم تكن أبدًا مواجهة مع فصائل المقاومة فقط، بل تستهدف الوجود الفلسطيني برمته، وقد تمتد لتطال الفلسطينيين في المنطقة بأسرها.
وأوضح أن الضغوط الهائلة التي يعاني منها السكان تفوق قدرتهم على التحمل، مما قد يدفع البعض إلى توجيه انتقادات لاذعة وغاضبة للحكومة في غزة، وهو أمر يمكن تفهمه، لكن من الخطورة بمكان أن يتم استغلال هذه المواقف من قِبل الاحتلال.
وأكد أن ما يجري ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من مخطط صهيوني طويل الأمد بدأ منذ نكبة عام 1948.
وختم حديثه قائلًا: “اغضب، ولكن لا تجعل من غضبك أداة يستخدمها عدوك ضد شعبك”.
حملة فتح الإلكترونية
ومن جانبه، تحدث الكاتب السياسي إياد القرا عن وجود حملة ممنهجة تستهدف المقاومة والشهداء في غزة، يقودها الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، من خلال أدوات إعلامية مختلفة.
وأوضح القرا في منشور له أن “شباب أدرعي” يتورطون في ممارسات وصفها بأنها “انحطاط وطني”، حيث يعمل بعضهم بلا خطوط حمراء للنيل من سمعة زوجات وأبناء المقاومين، مشيرًا إلى أن بعض الحسابات، ومنها حسابات رسمية، تقدم معلومات مباشرة للاحتلال حول مواقع أو أشخاص تم استهدافهم.
وأشار إلى أن اللجان الإلكترونية التابعة لحركة فتح تواصل هجومها على المقاومة، خصوصًا بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي أقدم الاحتلال على خرقه بضربة مفاجئة استهدفت عشرات المواقع في غزة منتصف الأسبوع الماضي.
انهيار التهدئة
وكشف القرا أن الاحتلال الإسرائيلي كان السبب الأساسي في انهيار الاتفاق، حيث خدع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأطراف الدولية والمحلية بهدف إعادة وزير الأمن المتطرف إيتمار بن غفير إلى حكومته، وضمان دعمه في التصويت لصالح الموازنة العامة في الكنيست.
كما أن هذه الخديعة كانت جزءًا من محاولاته لإشغال الرأي العام الإسرائيلي عن أزمة إقالة رئيس الشاباك، إضافة إلى التمهيد لإقالة المستشارة القضائية للحكومة.
ورغم هذه الحقائق، استمرت بعض الجهات داخل السلطة الفلسطينية وحركة فتح في تحميل المقاومة مسؤولية التصعيد، متجاهلة الدور الحقيقي للاحتلال في تأجيج الأوضاع.
حماس والاحتلال
وفي السياق ذاته، أكد الحقوقي صلاح موسى أن من حق كل شخص أن يعبر عن رأيه، سواء أكان مؤيدًا أم معارضًا للمقاومة، لكن عليه أن يدرك حقيقة المعركة الحالية، والتي وصفتها إسرائيل بأنها “معركة وجود” ضد الفلسطينيين.
وتساءل موسى: “هل الانتقاد لحماس هو الحل؟ وهل المساواة بين حماس والاحتلال في المسؤولية عن القتل أمر منطقي كما يحاول البعض الترويج له؟”.
وأوضح أن الاحتلال هو من خرق الاتفاق، ورغم ذلك تعرضت حماس لانتقادات واسعة، على الرغم من أنها أبدت مرونة كبيرة في المفاوضات، ووافقت على مقترحات أمريكية عبر المبعوث الخاص، لكن إسرائيل وأمريكا انقلبتا عليها لاحقًا.
وأشار موسى إلى أن الاحتلال لا يريد أي طرف فلسطيني، سواء من يسعى للسلام معه أو من يقاومه عسكريًا، متسائلًا: “هل المطلوب منا الآن جلد ذاتنا والتهجم على حماس؟ وهل هذا سيغير موقف إسرائيل أو مواقف المقاومة؟”.
استغلال النقد في تمرير مخططات الاحتلال
وأضاف موسى: “لنفترض أن حماس أعلنت أنها أخطأت وقبلت بتسليم الأسرى والخروج من المشهد، هل هذا سيضمن بقاءنا على أرضنا أم أن الترحيل سيكون مصيرنا؟”.
وتابع: “إذا كانت أمريكا وإسرائيل تعلنان صراحة أنهما تسعيان لتهجير الفلسطينيين أو القضاء عليهم، فلماذا يتجه البعض إلى مهاجمة حماس بدلاً من مواجهة الخطر الحقيقي؟”.
وفي ختام حديثه، وجه موسى رسالة إلى منتقدي المقاومة، قائلًا: “قد يقول البعض إننا لا يمكن أن نصادر حقهم في النقد، ولكن قبل المطالبة بهذا الحق، يجب أن يفكروا في الخطر الداهم الذي يهدد وجودهم الجسدي ومستقبلهم ورزقهم”.