معالجات اخبارية

نحو 25% من جرحى غزة يعانون من إصابات “تغير حياتهم”

قالت منظمة الصحة العالمية إن ربع الفلسطينيين على الأقل الذين أصيبوا في حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر عانوا من “إصابات غيرت حياتهم”، حيث يحتاج العديد منهم إلى عمليات بتر واحتياجات إعادة تأهيل “ضخمة” أخرى.

وأبرزت المنظمة في أحدث تقديرات لها، أن ما لا يقل عن 22,500 شخص من المصابين في غزة خلال الـ11 شهراً منذ اندلاع الحرب “سيحتاجون إلى خدمات إعادة التأهيل الآن وفي السنوات القادمة”.

وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، في بيان: “إن الارتفاع الهائل في احتياجات إعادة التأهيل يحدث بالتوازي مع التدمير المستمر للنظام الصحي”.

من جهتها، أوضحت منظمة الصحة العالمية أن “آلاف النساء والأطفال” أصيبوا بجروح بالغة، وأن العديد منهم أصيبوا بأكثر من إصابة واحدة.

وقدرت المنظمة أن إجمالي عدد “إصابات الأطراف الخطيرة” كان يتراوح بين 13455 و17550 إصابة، وقالت إنها كانت المحرك الرئيسي للحاجة إلى إعادة التأهيل.

آلاف حالات البتر

وأظهر تحليل حديث لأنواع الإصابات المسجلة في غزة أنه كان هناك ما بين 3105 و4050 حالة بتر للأطراف، مشيرا إلى أن الإصابات الأخرى التي تغير حياة الناس شملت إصابات في النخاع الشوكي، وإصابات في الدماغ، وإصابات بحروق خطيرة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 17 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل جزئيا حاليا، في حين يتم تعليق خدمات الرعاية الصحية الأولية بشكل متكرر أو يتعذر الوصول إليها بسبب انعدام الأمن والهجمات وأوامر الإخلاء المتكررة.

توقف مركز إعادة بناء وإعادة تأهيل الأطراف الوحيد في غزة، والذي يقع في مجمع ناصر الطبي ويدعمه منظمة الصحة العالمية، عن العمل في ديسمبر/كانون الأول بسبب نقص الإمدادات والعاملين الصحيين المتخصصين.

وجاء في البيان: “من المؤسف أن جزءاً كبيراً من القوى العاملة في مجال إعادة التأهيل في غزة أصبح الآن نازحا”.

وقال بيبركورن إن “المرضى لا يستطيعون الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها”.

وأضاف أن “خدمات إعادة التأهيل الحادة تعطلت بشدة والرعاية المتخصصة للإصابات المعقدة غير متاحة، مما يعرض حياة المرضى للخطر”.

وتابع “إننا في حاجة ماسة إلى الدعم الفوري وطويل الأمد لتلبية احتياجات إعادة التأهيل الهائلة.”

انعدام الرعاية الصحية

حاليا، لا يزال 17 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى يعمل جزئيا في غزة، بينما يتم تعليق خدمات الرعاية الصحية الأولية والخدمات على مستوى المجتمع بشكل متكرر أو تصبح غير قابلة للوصول بسبب انعدام الأمن والهجمات وأوامر الإخلاء المتكررة.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن مركز إعادة بناء وإعادة تأهيل الأطراف الوحيد في غزة، الواقع في مجمع ناصر الطبي، أصبح غير صالح للعمل في كانون الأول/ديسمبر 2023 بسبب نقص الإمدادات واضطرار العاملين الصحيين المتخصصين للمغادرة بحثا عن الأمان، ومن ثم تعرض لاحقا لأضرار بعد اقتحام المستشفى في شباط/فبراير 2024.

وأضافت: “من المؤسف أن جزءا كبيرا من القوى العاملة في مجال إعادة التأهيل في غزة نازحون الآن. وتشير التقارير إلى مقتل 39 أخصائي علاج طبيعي بحلول 10 أيار/مايو. لم تعد خدمات إعادة التأهيل للمرضى الداخليين والأطراف الصناعية متاحة، وعدد المصابين الذين يحتاجون إلى منتجات مساعدة يتجاوز بكثير المعدات المتوفرة في غزة”.

يركز التحليل فقط على الإصابات الجديدة التي لحقت بأهل غزة منذ تصعيد الأعمال العدائية في تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلا أن المنظمة أشارت إلى عشرات الآلاف من الفلسطينيين هناك الذين كانوا يعيشون بالفعل مع حالات مزمنة وإعاقات موجودة مسبقا قبل ذلك، مما يعرض حياتهم لخطر كبير بسبب نقص الخدمات المناسبة.

وشددت منظمة الصحة العالمية على الحاجة الماسة لضمان الوصول إلى جميع الخدمات الصحية الأساسية، بما في ذلك خدمات إعادة التأهيل لمنع المرض والوفاة وسط الهجمات الإسرائيلية الجارية. وجددت دعوتها لوقف إطلاق النار، “وهو أمر بالغ الأهمية لإعادة بناء النظام الصحي للتعامل مع الاحتياجات المتصاعدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى