
انتقد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة بشدة موقف السلطة الفلسطينية من الحرب الإسرائيلية المتجددة على قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من ألف فلسطيني.
وفي تصريح صحفي، وصف خريشة إدانة السلطة لما أسمته بـ”ممارسات حماس غير المسؤولة” بأنه موقف غير مبرر يخدم إسرائيل بشكل غير مباشر، مؤكدًا أن من المخزي أن تدين السلطة المقاومة بينما يرتكب الاحتلال مجازر بحق الفلسطينيين.
وأضاف أن السلطة مطالبة بالخروج من دائرة البيانات الخجولة التي تساوي بين الضحية والجلاد، والانتقال إلى موقف عملي يليق بحجم معاناة الشعب الفلسطيني.
وحذّر خريشة من أن الاكتفاء باستجداء المفاوضات وترك الاحتلال يواصل سفك الدماء دون رد فعل حقيقي هو أمر غير مقبول، داعيًا إلى ضرورة اتخاذ موقف فلسطيني موحد في مواجهة العدوان.
كما أشار إلى أن إسرائيل تستغل الوساطات الإقليمية (مصر وقطر) لصالحها، وتتعامل بازدراء واضح مع الوسطاء، إذ تواصل عدوانها دون أي التزام بالتفاهمات.
وفي هذا السياق، دعا الوسطاء إلى التحرك بحزم واتخاذ خطوات احتجاجية ضد إسرائيل، من خلال فضح جرائمها دوليًا وإجبارها على دفع ثمن انتهاكاتها المستمرة.
وأكد خريشة أن ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل مخطط ممنهج لتفريغ القطاع من سكانه، وترك من ينجو منه مكسورًا وجائعًا.
وختم بالقول: “الواقع يتطلب موقفًا فلسطينيًا موحدًا وحقيقيًا، بعيدًا عن الانقسام السياسي، يدعم إرادة الشعب في مقاومة الاحتلال بكل السبل الممكنة. الصمت لم يعد خيارًا، والتاريخ لن يرحم من يختبئ خلف حسابات سياسية بينما تُباد غزة أمام أعين العالم”.
إسرائيل تخطط لتفكيك السلطة
في سياق متصل، كشف الكاتب والمحلل السياسي محمد هلسة عن نقاشات تدور داخل الأوساط الأمنية والحكومية الإسرائيلية بشأن خطة لتفكيك السلطة الفلسطينية وتحويلها إلى إدارات محلية مستقلة تخضع مباشرة لإدارة جيش الاحتلال.
وأوضح هلسة أن المخطط يهدف إلى إنهاء حكم محمود عباس في رام الله، ومنح كل مدينة فلسطينية إدارة ذاتية تعمل مباشرة مع الجيش الإسرائيلي، دون الحاجة إلى سلطة مركزية موحدة.
وأشار إلى أن إسرائيل تخطط لتنفيذ تجربة نموذجية في مدينة الخليل، حيث سيتم تشكيل قيادة محلية فلسطينية تتولى إدارة شؤون المدينة بدلاً من السلطة الفلسطينية.
كما حذّر من أن هذا المخطط يهدف إلى تفكيك الهوية الوطنية الفلسطينية، وتحويل المدن إلى مناطق إدارية تحت سيطرة الاحتلال، مما يجعل الفلسطينيين أكثر عزلة وأقل قدرة على مواجهة التحديات السياسية والأمنية.
وفقًا لهلسة، فإن مدينة الخليل قد تكون نقطة البداية لهذه الخطة، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض قيادة محلية بديلة تتعامل بشكل مباشر مع جيش الاحتلال والمسؤولين الإسرائيليين.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعكس مرحلة جديدة من محاولات إسرائيل إعادة تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني، سواء من خلال العدوان على غزة، استهداف المجتمع المدني، أو تفكيك السلطة الفلسطينية.