معالجات اخبارية
أخر الأخبار

معهد واشنطن: تهجير الفلسطينيين من غزة اصطدم بصمودهم وهويتهم الوطنية

أكدت الباحثة الإسرائيلية نعومي نيومان، الزائرة الأكاديمية في معهد واشنطن، أن خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتهجير أهالي قطاع غزة لا تتماشى مع الواقع الفلسطيني.

وأوضحت أن الفلسطينيين يتمتعون بارتباط عميق بأرضهم، مما يجعل فكرة التهجير تصطدم بجوهر الهوية الوطنية الفلسطينية.

تهجير الفلسطينيين من غزة

وأضافت نيومان أن رؤية ترامب اعتمدت على اعتبارات اقتصادية بحتة، لكنها قوبلت برفض دولي واسع، باستثناء دعم الاحتلال الإسرائيلي.

وتضمنت الخطة نقل مليوني فلسطيني إلى دول مثل مصر، الأردن، المغرب، وأرض الصومال.

كما تصور ترامب غزة على أنها “ريفييرا الشرق الأوسط”، حيث سيتم إعادة توطين الفلسطينيين في مناطق أخرى أكثر أمانًا وجمالًا.

خطة التهجير واجهت معارضة فلسطينية وعربية

وحاولت إدارة ترامب تقديم خطتها على أنها مؤقتة، حيث قال الرئيس الأمريكي “آمل أن نتمكن من القيام بشيء جيد لا يجعلهم يرغبون في العودة مرة أخرى”.

لكن الفلسطينيين رفضوا الخطة بشدة، حيث أكدت حركة حماس رفضها القاطع للتهجير، حيث قال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق: “الخطة تعكس جهلًا عميقًا بفلسطين والمنطقة، غزة ليست عقارًا للبيع، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا المحتلة”.

غضب فلسطيني واسع

وشهدت غزة موجة غضب واسعة عقب الإعلان عن الخطة، حيث قالت إحدى الشابات لوسائل الإعلام:”نحن لسنا بناية مهجورة يمكن لأحد أن يدعي ملكيتها، نحن شعب ننتمي لهذه الأرض”.

كما تساءل آخرون بسخرية عن سبب عدم عرض ترامب الولايات المتحدة كوجهة للهجرة الفلسطينية، بينما رأى معلقون أن الخطة تمثل محاولة جديدة لنكبة ثانية.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت حملات تندد بالخطة، معتبرة أنها “مؤامرة أمريكية إسرائيلية لمحو الهوية الوطنية الفلسطينية”.

إسرائيل فشلت في دفع سكان غزة للهجرة

وأوضحت الباحثة الإسرائيلية أن هذه الخطة ليست جديدة، إذ حاولت إسرائيل منذ عام 1967 تشجيع هجرة الفلسطينيين عبر فرض قيود اقتصادية صارمة، مثل التضييق على فرص العمل وتقليص إمكانيات العيش الكريم، لكنها لم تنجح إلا في حالات محدودة.

وأضافت أن السياسات الإسرائيلية لم تحقق هدفها، حتى عندما تم فتح الحدود في بعض الفترات، حيث رفض الفلسطينيون الهجرة، مؤكدين تمسكهم بأرضهم رغم الظروف الصعبة.

وأكدت الباحثة أن الدول العربية رفضت خطة التهجير، لأنها لم تراعِ عنصرين أساسيين، ضمان بقاء جزء من الفلسطينيين في غزة لإثبات إمكانية إعادة التأهيل دون تهجير السكان، وإدراج العملية ضمن مسار سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأضافت أن بعض الدول العربية أبدت استعدادها لتقديم مساعدات مالية ولوجستية، بل وحتى تشكيل قوة أمنية عربية مشتركة في غزة، في محاولة لإقناع الإدارة الأمريكية بالتخلي عن خطتها.

رؤية ترامب اصطدمت بالصمود الفلسطيني

واختتمت نيومان تقريرها بالإشارة إلى أن خطة ترامب قامت على منطق اقتصادي بحت، لكنها تجاهلت حقيقة الصمود الفلسطيني، الذي لا يزال عنصرًا أساسيًا في الهوية الوطنية.

كما أكدت أن غياب خطة إسرائيلية واضحة لليوم التالي في غزة ساهم في خلق فراغ سياسي تستغله مختلف الأطراف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى