صحيفة أمريكية: التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال يتعزز خلف الكواليس
رغم اشتداد العدوان الإسرائيلي الشامل

أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي يتعزز خلف الكواليس ويستمر بشكل إيجابي ومتصاعد رغم اشتداد العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
ونشرت الصحيفة تقريرا عنوانه “الجيش الإسرائيلي يحاول تفكيك مخيم جنين كليًا في عملية غير مسبوقة” استعرضت فيه حجم التدمير والتهجير الإسرائيلي في عدة مناطق فلسطينية لا سيما مخيمات اللاجئين.
لكن الصحيفة أبرزت مع ذلك أن عمليات ” التنسيقات الأمنية تستمر خلف الكواليس” وبمستويات اعتيادية بل وأحيانا متصاعدة بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال.
وذكرت الصحيفة أنه على سبيل المثال، اتفق الجانبان على أن تتولى قوات الأمن الفلسطينية ملاحقة المقاومين المختبئين في مستشفى جنين، القريب من المخيم.
تبادل أدوار بين السلطة والاحتلال
أبرزت وول ستريت جورنال أن قوات الاحتلال تحاول تطبيق تكتيك لم تعتمده من قبل في مخيم جنين عبر تفريغه بالكامل من المواطنين الفلسطينيين وتحويل المخيم إلى خراب والمنازل إلى أنقاض والطرق إلى رمال وطين.
وقالت إن محطة قطار عثمانية عمرها قرن من الزمان في مخيم جنين أصبحت الآن كومة من الحطام. مبانٍ أخرى، من بينها مدارس ومساجد، مثقوبة برصاص كثيف.
وأوضحت أنه في المخيم المتاجر التي لم تُغلق لا تزال مليئة بالبضائع، والملابس ما زالت معلقة على حبال الغسيل، في إشارة إلى أن السكان غادروا معتقدين أنهم سيعودون قريبًا. لا يوجد في الشوارع سوى الجنود الإسرائيليين الذين ينتشرون فيها سيرًا أو عبر مركبات مدرعة، وقد طُلب منهم البقاء في جنين إلى أجل غير مسمى.
وفي السنوات الأخيرة، نفذ الجيش الإسرائيلي مئات المداهمات في المخيم، والعشرات منها خلال العام الماضي وحده.
ولطالما اعتُبر المخيم بالنسبة لإسرائيل – حيث يعيش فقراء من أحفاد لاجئي حرب 1948 – مركزًا دائمًا لتجنيد المقاومين وملاذًا لهم. أما بالنسبة للفلسطينيين، فهو رمز للمقاومة ومركز لجوهر مأساتهم الجماعية: التهجير القسري أثناء النكبة.
وبحسب الصحيفة فإن ” إسرائيل” لم تحاول من قبل القيام بما تقوم به الآن: تفريغ المخيمات كليًا. هذا يأتي ضمن سياسة أمنية عدوانية للقضاء على كل الوجود الفلسطيني كما يجرى في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وذكرت الصحيفة أن المواطنين الفلسطينيون الذين غادروا جنين بدأوا يدركون أنهم ربما لن يعودوا لأشهر أو حتى سنوات. وقد خُصصت عدة مواقع كبيرة لإيوائهم مؤقتًا، منها حرم الجامعة العربية الأمريكية الذي يبعد نحو 10 كيلومترات عن جنين.
وقد امتد أحدث عدوان إسرائيلي في جنين، الذي بدأ في يناير، إلى مدن أخرى في شمال الضفة.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 900 فلسطيني استشهدوا في الضفة منذ بدء الحرب في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لطالما امتنعت السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية نظريًا، عن دخول مخيم جنين بسبب وجود المقاومين. لكنها أطلقت حملة أمنية في ديسمبر، حيث اتهمها السكان بالتدمير والعقاب الجماعي.
وبحسب الصحيفة “الآن، يتهم مسؤولو السلطة في الإعلام الاحتلال الإسرائيلي بالأمر ذاته” وسط غضب شعبي متزايد على الجانبين كونهما عملة واحدة.