رسائل القسام تتجاوز الأسرى.. “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي”
![](https://i0.wp.com/palps.net/wp-content/uploads/2025/02/aPDby.png?resize=780%2C470&ssl=1)
تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، صباح اليوم السبت، تنفيذ الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى “طوفان الأحرار”، حيث تستعد لتسليم ثلاثة أسرى إسرائيليين إلى طواقم الصليب الأحمر الدولي في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وتُظهر المشاهد المصورة انتشارًا مكثفًا لعناصر كتائب القسام بزيهم العسكري في شارع صلاح الدين قرب مفترق دير البلح، حيث من المقرر أن تتم عملية التسليم.
وكان الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قد أعلن أن الأسرى المفرج عنهم هم إلياهو داتسون يوسف شرابي، أور أبراهام ليشها ليفي، وأوهاد بن عامي.
الإفراج عن الأسرى
في المقابل، سيتم الإفراج عن 183 أسيرًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم 18 أسيرًا محكومًا بالمؤبد، و54 من ذوي الأحكام العالية، إضافة إلى 111 أسيرًا من أبناء قطاع غزة الذين تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر.
وتأتي هذه الخطوة في سياق مفاوضات معقدة تهدف إلى تحقيق مكاسب ملموسة للمقاومة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
رسالة المقاومة
في مشهد لافت، علّقت كتائب القسام لافتة تحمل عبارة “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي” بثلاث لغات، العربية والعبرية والإنجليزية، على منصة تسليم الأسرى في دير البلح.
وهذه العبارة المختصرة تحمل معاني استراتيجية، إذ يشير مصطلح “الطوفان” إلى عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة في السابع من أكتوبر، والتي مثلت تحولًا كبيرًا في طبيعة المواجهة مع الاحتلال، مؤكدة أن هذه العملية ليست مجرد حدث عابر، بل جزء من مشروع طويل الأمد يهدف إلى إعادة صياغة الواقع السياسي والعسكري.
دلالات عبارة “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي”
وتحمل هذه اللافتة رسالتين أساسيتين، الأولى موجهة للاحتلال الإسرائيلي وحلفائه، مفادها أن المواجهة لم تنتهِ، وأن المقاومة ما زالت قادرة على فرض إرادتها، سواء في ملف الأسرى أو في الميدان، ولن تسمح باستمرار اضطهاد الشعب الفلسطيني أو الالتفاف على حقوقه.
أما الرسالة الثانية، فهي للشعب الفلسطيني وأنصاره، تؤكد فيها أن “الطوفان” ليس مجرد موجة مؤقتة، بل مشروع تحرري مستمر، وأن المقاومة مستعدة لمرحلة جديدة لن تكون كسابقاتها، سواء كانت مرحلة تهدئة بشروط جديدة أو تصعيدًا عسكريًا إذا تطلب الأمر ذلك.
البعد السياسي والعسكري
وتأتي هذه الرسالة في وقت حساس، حيث تتزايد التكهنات حول مستقبل قطاع غزة، في ظل الحديث عن مبادرات تهدئة أو احتمالات تصعيد جديد، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول السيطرة على القطاع وتهجير سكانه.
ومن الواضح أن المقاومة الفلسطينية تسعى إلى التأكيد على أنها لم تستنفد خياراتها، وأنها لا تزال تمتلك القدرة على فرض معادلات جديدة، سواء من خلال التفاوض غير المباشر أو من خلال استمرار العمليات العسكرية إذا لزم الأمر.
وتعليق هذه اللافتة خلال تسليم الأسرى يحمل دلالة خاصة، إذ يربط بين الإنجاز العسكري لعملية “طوفان الأقصى” وبين ما تحقق من مكاسب سياسية، في تأكيد على أن ما بدأ في أكتوبر لم يكن عبثيًا، بل يهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة، أبرزها إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، ولجم الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.
استراتيجية المقاومة
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن المقاومة الفلسطينية لا تكتفي بالتأثير على ساحة المعركة، بل تمارس تأثيرًا أوسع على الوعي الجمعي الفلسطيني والإسرائيلي والدولي.
فعبارة “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي” ليست مجرد شعار، بل تعكس رؤية استراتيجية، وتؤكد أن المقاومة مستمرة، وأن المرحلة القادمة ستكون مختلفة، حيث ستكون المبادرة بيد المقاومة، وليس الاحتلال.