شهدت سوريا تحولات جذرية بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث أفشل انهياره خطة إسرائيلية لتقسيم البلاد إلى كيانات مستقلة.
وبحسب موقع “ميدل إيست أي”، تضمنت الخطة إقامة تحالفات مع الأكراد والدروز، مع إبقاء الأسد في السلطة تحت إشراف وتمويل إماراتي.
ومع ذلك، تغيرت موازين القوى بسرعة عندما سيطرت المعارضة على مناطق استراتيجية، وبالتزامن، صعّدت إسرائيل من هجماتها غير المسبوقة، مستهدفة البنية العسكرية السورية في واحدة من أضخم العمليات بتاريخها.
خطة إسرائيلية لتقسيم سوريا
وأفاد موقع “ميدل إيست أي” بأن إسرائيل كانت تسعى لتقسيم سوريا إلى ثلاثة كيانات: شمال شرقي للأكراد، جنوب للدروز، ودمشق تحت حكم الأسد بتمويل إماراتي.
وكانت الخطة تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني وحزب الله، إلى جانب الحد من التوسع التركي في الشمال.
وكشف وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر أن “إسرائيل” تعمل على إقامة تحالفات طبيعية مع الأقليات في المنطقة، مشيرًا إلى “الجوانب السياسية والأمنية” لهذه التحالفات.
انهيار قوات الأسد
وانهارت قوات النظام في معارك حاسمة بحمص وحماة، مما فتح الطريق أمام المعارضة للوصول إلى دمشق.
وبحسب مصادر ميدانية، سيطرت المعارضة على مدينة حلب دون قتال، مما أدى إلى تحوّل كبير في الثورة المستمرة منذ 13 عامًا.
وأكدت تقارير أن السفيران الإماراتي والأردني بذلا محاولات يائسة لمنع المعارضة، وتحديدًا هيئة تحرير الشام، من السيطرة على دمشق.
تدمير البنية العسكرية السورية
وعقب سقوط الأسد، شنت إسرائيل هجومًا مكثفًا على البنية العسكرية السورية، دمرت خلاله 80% من مقدرات الجيش السوري.
وكانت أبرز المواقع المستهدفة مطار الشعيرات العسكري في حمص، ومستودعات أسلحة في ريف الرقة والحسكة، ومقرات استراتيجية في ريف دمشق والسيدة زينب، ومنشآت بحرية في طرطوس واللاذقية.
ووصفت هذه العمليات بأنها واحدة من أضخم الهجمات الإسرائيلية في التاريخ، مستهدفة سلاح الجو السوري بشكل شبه كامل.
ولم تقتصر الاعتداءات الإسرائيلية على الغارات الجوية، بل شملت توغلات برية واسعة النطاق في الجنوب السوري.
وشهدت قرية صيدا الجولان في ريف درعا الغربي تحركًا ميدانيًا للقوات الإسرائيلية، حيث استقرت آليات عسكرية في الساحة الرئيسية بالقرية.
أما عن مواقع التوغل الإسرائيلي تركزت في ريف درعا الغربي، وريف القنيطرة بعمق 4 كيلومترات داخل الأراضي السورية.
مخاوف من التوسع الإسرائيلي
وعبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه من الطموحات الإسرائيلية، محذرًا من أن أجندة الاحتلال قد تستهدف أجزاء من الأناضول مستقبلًا.
وفي جلسة مغلقة للبرلمان التركي، صنفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا كـ”تهديد للأمن القومي”.
وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن إسرائيل لم ترغب في إسقاط الأسد، بل سعت إلى إبقائه في السلطة كجزء من لعبة استراتيجية معقدة.
وتعيش سوريا مرحلة استثنائية بعد سقوط الأسد، وسط تصعيد إسرائيلي غير مسبوق وتحولات سياسية وعسكرية تعيد رسم المشهد الإقليمي.
وبينما تتوالى التحركات الإسرائيلية والتركية، تبقى تداعيات انهيار النظام السوري مفتوحة على سيناريوهات معقدة ومصيرية.