الفصائل ترفض دعوات ترامب لترحيل سكان غزة والرئاسة تلتزم الصمت
أكدت الفصائل الفلسطينية على رفضها القاطع دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ترحيل سكان قطاع غزة إلى الدول المجاورة، في وقت امتنعت الرئاسة وحركة فتح عن إصدار تعقيب فوري خشية غضب البيت الأبيض.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن الشعب الفلسطيني يرفض خطط الترحيل من أرضه وكما أحبط كل مخطط للتهجير والأوطان البديلة على مدى عقود، فإنه سيفشل مثل هذه المشاريع.
وصرح المتحدث باسم حماس حازم قاسم للصحفيين من غزة، بأن تصريحات ترمب خطيرة ومتناسقة مع مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف، مشددا على أن مثل هذه المقترحات لن تمر ولن يقبل بها أي فلسطيني.
من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن اقتراح ترامب “يندرج في إطار تشجيع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من خلال إجبار الشعب الفلسطيني على مغادرة أرضه”.
وفي السياق أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن مخططات التهجير الجديدة التي يخطط لها ترامب لن تمر والشعب الفلسطيني سيواجهها بكل السبل.
كما شددت المبادرة الوطنية الفلسطينية على أن تصريحات الرئيس الأميركي حول نقل سكان من قطاع غزة إلى الأردن ومصر ودول أخرى مرفوضة جملة وتفصيلا ولن يكتب لها النجاح.
أما لجان المقاومة في فلسطين فأكدت أن تصريحات ترامب “عدوانية فاشية تتماهى مع مخططات المجرمين الصهاينة في حكومة المتطرفين الإسرائيلية وتنفيذ أساطيرهم وخرافاتهم التلمودية”.
ترامب يفتتح عهد الانحياز التام لإسرائيل
عبر عدة خطوات افتتح ترامب ولايته الثانية بتأكيد الانحياز التام لإسرائيل، بما في ذلك إعلانه أنه يريد من الأردن ومصر أن تأخذا الفلسطينيين من غزة إلى أراضيهما “مؤقتا أو على المدى الطويل”.
وجاء ذلك بعد أن تحدث ترامب يوم السبت عبر الهاتف مع الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي هنأه على تنصيبه.
وقال الديوان الملكي الأردني في بيان إن الملك عبدالله الثاني “شدد على الدور المحوري للولايات المتحدة في دفع جميع الأطراف للعمل من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار للجميع في المنطقة”.
لكن ترامب قال إن الزعيمين ناقشا موضوعا مختلفا تماما وهو ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن، وإمكانية انتقال المزيد منهم إلى هناك من غزة.
وأضاف “قلت له (الملك الأردني) أود أن تتولى المزيد، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وهو في حالة فوضى. إنها فوضى حقيقية”.
وذكر ترامب أنه يعتزم التحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، وطلب منه قبول الفلسطينيين من غزة، موضحا “أنت تتحدث عن مليون ونصف شخص، ونحن نقوم فقط بتنظيف هذا الشيء بأكمله”.
وتابع قائلا عن غزة “إنه موقع هدم فعليًا. تم هدم كل شيء تقريبًا ويموت الناس هناك، لذا أفضل أن أشارك مع بعض الدول العربية في بناء مساكن في موقع مختلف حيث يمكنهم ربما العيش في سلام للتغيير”.
في هذه الأثناء رفع ترامب حظر إدارة سلفه جو بايدن على توريد القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل لإسرائيل.
وكان قرار الرئيس بايدن بوقف تسليم شحنة واحدة من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل في مايو/أيار الماضي سبباً في إثارة واحدة من أكبر الأزمات التي واجهتها العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل خلال الحرب التي استمرت 15 شهراً في غزة.
وأصبح هذا التعليق – الذي استخدمه بايدن للاحتجاج على غزو (إسرائيل) لرفح – رمزًا سياسيًا أكثر بكثير من مجرد قضية عملياتية عسكرية، واستخدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحشد الجمهوريين ضد بايدن.
وبحسب مسئولين إسرائيليين فإن القنابل هي جزء من سلسلة من الخطوات التي تتوقع الحكومة الإسرائيلية أن يتخذها ترامب في الأيام والأسابيع المقبلة فيما يتعلق بالسياسة الأميركية تجاه (إسرائيل) والحرب في غزة.
في السياق توقع مسئولون إسرائيليون أن يتخذ ترامب خطوات ضد المحكمة الجنائية الدولية بسبب قرارها إصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير جيشه السابق يؤاف جالانت.
كما ألغي ترامب العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في هجمات عنيفة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
يشار إلى أن ترامب في ولايته الأولى اعترف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال وبالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة، فضلا عن أنه أوقف المساعدات المالية عن الفلسطينيين ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.