نقابيون في فتح تحولوا إلى سماسرة للتهجير من غزة

تحول نقابيون في حركة “فتح” إلى سماسرة للتهجير من غزة مستهدفين خصوصا أطباء من القطاع كوسيلة للحصول على عمولات مالية ضخمة في تماهي خطير مع نهج الاحتلال الإسرائيلي وخططه.
وكشف تبادل اتهامات بين كوادر في فتح المخفي من تواطؤ شخصيات في الحركة في حملة تهجير لأطباء من قطاع غزة إلى الخارج، بما في ذلك دول إفريقية، وسط تحذيرات من الانخراط في الحملة الإسرائيلية والأمريكية الرامية إلى التهجير القسري لسكان القطاع.
وتتعلق الاتهامات بدور مريب تم الكشف عنه لشخصيات نقابية وأطباء محسوبين على حركة “فتح” يعملون على جلب وظائف برواتب مجزية لأطباء من قطاع غزة من أجل نقلهم للعمل في الخارج.
وكتب الإعلامي المحسوب على حركة “فتح” غازي مرتجى والذي يشغل منصب مدير مركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، بأن عددا “لا بأس به” من الأطباء من قطاع غزة تم استقطابهم من خلال مؤسسة وسيطة (تديرها جهة فلسطينية لم يسميها) للعمل في مناطق صراع مثل أوغندا ونيجيريا والعراق ومناطق أخرى.
وأوضح مرتجى أن الاستقطاب “يتم لأطباء خرجوا من قطاع غزة أثناء الحرب”، محذرا من أن “تفريغ غزة من الكوادر التي تستطيع التطوير واعادة البناء على أسس صحيحة أمر مرعب”.
لكن في المقابل نفى مصدر في كتلة حركة فتح في نقابة الأطباء الاتهامات المواجهة لتواطؤ أطباء من الحركة في مخطط إفراغ قطاع غزة من الأطباء والكوادر الصحية البارزة، مشيرا إلى أن دورهم يقتصر على “رعاية الأطباء بدلا من تشردهم ومعاناتهم في غزة ومصر”.
من جهته هاجم الناشط الفتحاوي صالح ساق الله، الاتهامات التي أوردها مرتجى، والذي قال إنه “يعيش في قصور الضفة الغربية وبعيد عن الواقع ويعمل إعلاميا لرامي الحمد الله بالخفاء ويتقاضى مبالغ مالية كبيرة منه من أجل تنفيذ خططه التلميعية التي يحتاجها”.
وقال ساق الله إن “معظم الأطباء محل الانتقاد خرجوا من السجون بعد اعتقالهم من المشافي وتعذيب والتنكيل بهم وبعضهم خرج من مستشفى الشفاء والسلاح برأسه ومدفع الدبابة في ظهرة مشيا على الأقدام لجنوب غزة وبعضهم أصيب وخرج للعلاج بدول الخارج”.
واعتبر أنه من المعيب مهاجمة أطباء كونهم غادروا قطاع غزة للنجاة بأنفسهم في ظل القصف الإسرائيلي والأحزمة النارية التي كانت تحيط بهم وبعد تدمير المستشفيات وخروجها عن الخدمة.
وتحدثت مصادر فلسطينية عن أن عشرات الأطباء من قطاع غزة نزحوا إلى خارج القطاع في الأشهر الأولى لحرب الإبادة الإسرائيلية للعمل بعقود مالية مجزية في دول مثل أوغندا ونيجيريا والعراق بعد أن تخلوا عن مهامهم الوطنية.
وبحسب المصادر فإن أطباء محسوبين على حركة فتح عملوا على إدارة بيزنس خاص وضخم مرتبط بخدمات استجلاب أطباء للعمل في الخارج أبرزهم علاء نعيم أمين سر المكتب الحركي المركزي للأطباء، وناصر السويركي، ومحمد أبو ندى وحسن الزمار ومحمد الرن، ومحمد أبو ندى، وجاد الله عكاشة ورامي عجور إضافة إلى وليد أبو حطب.
وأوضحت المصادر أن العملية تتم بالتنسيق مع جمعيات تركية تتبع للمعارض الشهير فتح الله جولن المرتبط بعلاقات واسعة مع دولة الاحتلال.
وأوضحت المصادر أن خلافات على توزيع العوائد المالية لخدمة استجلاب الأطباء نشبت بين القائمين على الأمر وهو ما قوبل بغضب شديد لعدد منهم لا سيما الطبيب الزمار اعتراضا على محاولة إقصائهم ما دفعه للعودة إلى مصر وكشف بعض ما يجرى في الإعلام.
ويتعرض قطاع غزة إلى حرب إبادة جماعية إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023، استشهد خلالها أكثر من 61 ألف شهيد ومفقود، وصل منهم إلى المستشفيات أكثر من 50 ألف شهيد، من بينهم أكثر من 30 ألف طفل وامرأة.
وفي إطار استهداف الاحتلال الإسرائيلي الممنهج للمنظومة الصحية والدفاع المدني، ارتكب جيش الاحتلال جرائم واضحة استشهد خلالها 1,402 شهيداً من الكوادر الطبية الذين كانوا يقومون بواجبهم الإنساني، وكذلك اعتقال 388 من الكوادر العاملين في المجال الإنساني، وقصف وتدمير 34 مستشفى وإخراجها عن الخدمة، واستهداف وتدمير أكثر من 240 مركزاً طبياً ومؤسسة صحية، مما أدى إلى انهيار القطاع الصحي في غزة.