كشفت مصادر قبلية لصحيفة “العربي الجديد” عن تورط شركة “أبناء سيناء”، المملوكة لرجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني، المقرب من الدوائر الرسمية المصرية، في إدخال البضائع إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم.
وتُعتبر هذه الخطوة بديلًا لمعبر رفح البري لإدخال المساعدات الإنسانية، لكنها جاءت على حساب الأزمة الإنسانية الحادة في القطاع.
وأوضحت المصادر أن الشركة نجحت، من خلال التنسيق مع جهات فلسطينية في الضفة الغربية وبمساعدة أجهزة رسمية، في الحصول على موافقات لإدخال شاحنات تجارية على أنها مساعدات، مقابل مبالغ مالية باهظة تصل إلى 60 ألف دولار لكل شاحنة.
بضائع كمالية بدل الإغاثة الإنسانية
بحسب المصادر، فإن الشاحنات التي تُدخلها الشركة إلى غزة محملة بسلع غير أساسية مثل الشوكولاتة والمكسرات، بدلًا من المساعدات الإغاثية والطبية التي يحتاجها سكان القطاع.
وقد دخلت أول دفعة من الشاحنات، والتي تضمنت 10 شاحنات، إلى غزة مؤخرًا.
وأكدت المصادر أن بعض التجار الفلسطينيين يدفعون مبالغ ضخمة لتأمين بضائعهم عبر الشركة، بينما ترتفع تكلفة السلع بشكل كبير نتيجة لهذه الممارسات، مما يثقل كاهل سكان القطاع المنهكين.
استغلال حالة الغلاء
في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 420 يومًا، يعاني قطاع غزة من أزمة غلاء غير مسبوقة، حيث وصلت أسعار المواد الأساسية إلى مستويات قياسية.
واستغلت “أبناء سيناء” هذه الأزمة لإدخال بضائع تجارية بأسعار مرتفعة مستفيدة من غياب البدائل.
وقال أحد التجار، الذي تحدث لصحيفة “العربي الجديد”، إنه دفع مبلغًا قدره 50 ألف دولار أمريكي لإدخال شحنة من الأحذية النسائية والأطفال عبر معبر كرم أبو سالم، مشيرًا إلى أن هذه التكاليف ستُضاف إلى أسعار البيع، مما سيزيد من معاناة السكان.
ضحايا الاستغلال هم النازحون
أوضح تاجر آخر أن كل دولار إضافي يُدفع على تكلفة إدخال البضائع يتحمله في النهاية سكان غزة الذين يُجبرون على شراء هذه السلع بأسعار مضاعفة.
وأشار إلى أن سعر الحذاء الواحد قد يصل إلى 50 دولارًا داخل غزة مقارنة بـ5 دولارات في الظروف الطبيعية.
شركات مصرية تتربح من حصار غزة
يواجه إبراهيم العرجاني وشركاته اتهامات بابتزاز الفلسطينيين في عدة مجالات، منها فرض رسوم باهظة على السفر عبر معبر رفح، حيث دفع المسافرون مبالغ تتراوح بين 5000 دولار للبالغين و2500 دولار للأطفال.
كما اتُهمت الشركة بابتزاز المؤسسات الإغاثية الدولية عبر فرض رسوم على تخزين ونقل المساعدات في مدينة العريش قبل إدخالها إلى القطاع.
استغلال سياسي واقتصادي
وسط هذه الممارسات، يُطالب مراقبون بفتح تحقيق دولي حول استغلال معبر كرم أبو سالم لتمرير مصالح اقتصادية وشخصية، على حساب معاناة سكان غزة الذين يواجهون ظروفًا إنسانية كارثية.