شروط الاحتلال والمقاومة في الميزان بعد اتفاق وقف إطلاق النار
مع ترقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة غدا الأحد تسلط الأضواء على شروط الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة وما حققه كل طرف من متطلبات لإبرام صفقة تبادل الأسرى وإناء الحرب.
وقال موقع Middle East Eye البريطاني إنه مع استقرار غبار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فإنها لحظة جيدة لإلقاء نظرة على الفجوة بين خطاب الجانبين على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية والواقع كما هو الآن.
ويأتي على رأس القائمة الوعد المتكرر الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي أثار استياء بعض كبار مستشاريه، بأن القتال لن ينتهي إلا بعد هزيمة حماس والمقاومة بشكل كامل.
وقال نتنياهو بعد مرور 100 يوم على الحرب: “(إسرائيل) تحت قيادتي لن تتنازل عن أقل من النصر الكامل على حماس، وسوف ننتصر”.
وبينما اغتيال الاحتلال عددا من قيادات حماس وعناصرها فإن الحركة ظلت فاعلة على الأرض ولا تزال قواتها تطلق الصواريخ وتقتل جنوداً إسرائيليين، بما في ذلك 16 قتيلاً الأسبوع الماضي في شمال غزة.
ودفع الهجوم الجيش الإسرائيلي إلى الاعتراف بأن شبكة القيادة المحلية لحماس لا تزال تعمل وأن قادتها ما زالوا قادرين على إصدار أوامر الهجوم.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع إن التقديرات الأمريكية بأن حماس نجحت في تجنيد عدد من المقاومين يساوي عدد من فقدهم خلال الحرب.
وأكد القيادي البارز في حركة حماس خليل الحية عند إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يوم الأربعاء إن “الاحتلال لن يهزم شعبنا ومقاومته أبدا”.
انسحاب القوات الإسرائيلية
كان هناك “خطة الجنرال” الإسرائيلية، التي تركت منذ أكتوبر/تشرين الأول المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة أمام ثلاثة خيارات قاسية: القتل تحت القصف الإسرائيلي، أو الموت جوعاً، أو النزوح القسري.
وعلى الرغم من تحذيرات الخبراء القانونيين ومنظمات الإغاثة الدولية من أن هذه الاستراتيجية تنطوي على إبادة جماعية، فقد تم تنفيذ الخطة دون توقف.
لكن اتفاق وقف إطلاق النار جاء بمثابة ناقوس الموت للخطة. فسوف يُسمح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في الشمال، ومن المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من ممر نتساريم، الذي يمر عبر غزة، والذي كانت السيطرة عليه عاملاً أساسياً في تنفيذ الخطة.
وإلى جانب نتساريم، قال نتنياهو أيضا إن انسحاب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفي، المنطقة العازلة بين غزة ومصر، أمر غير قابل للتفاوض. وهذا أيضا سيخضع له الاحتلال بعد أن أصرت المقاومة على الانسحاب.
وبعد ساعات من الاتفاق، قال مصدر مصري لقناة العربية التلفزيونية إن غالبية القوات الإسرائيلية غادرت المنطقة منزوعة السلاح التي يبلغ طولها 14 كيلومترا، رغم أنه لم يكن مطلوبا منها أن تبدأ انسحابها قبل عدة أسابيع.
تبادل الأسرى
تعهدت حماس في وقت مبكر من الحرب بإبرام صفقة تبادل مشرفة تشمل آلاف الأسرى لا سيما ذوي الأحكام العالية.
وتنص المرحلة الأولى من الاتفاق على إطلاق سراح ما لا يقل عن 1157 أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيلياً، بالإضافة إلى إسرائيليين احتجزتهما حماس لسنوات قبل ذلك التاريخ.
ومن بين الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم العديد من الذين تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، و110 محكومين بالسجن المؤبد، و47 أسيرا كانوا جزءاً من صفقة تبادل الأسرى جلعاد شاليط.
وهذه الأرقام تمثل ما يزيد قليلاً على 12% من إجمالي الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية، والذين قدرت منظمة بتسيلم الإسرائيلية عددهم بنحو 9440 أسيرا اعتباراً من سبتمبر/أيلول الماضي.
لكن في المقابل من سيتم تحريره في المرحلة الأولى لن يشمل جميع الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، حيث تم استبعاد الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً من التبادل في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وبالتالي فإن آلاف آخرين من الأسرى الفلسطينيين سيتحررون لاحقا.