
تشهد غزة اليوم السبت، تنفيذ المرحلة السابعة من عمليات تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وسط اهتمام دولي ورسائل سياسية بارزة تعكس توازن القوى في الميدان.
رسائل سياسية وأمنية بارزة
واستعدادًا لتسليم 6 أسرى إسرائيليين، انتشرت كتائب القسام في مناطق رفح والنصيرات، حيث تم تخصيص موقعين لعملية التسليم.
ووفقًا لمصادر فلسطينية، سيتم تسليم أسيرين في رفح، بينما سيتم تسليم الأربعة الآخرين في النصيرات.
وكان لافتًا تصميم منصة التسليم، حيث حملت دلالات سياسية واضحة على الجانب الأيمن، وُضعت صورة محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الذي بات رمزًا للصمود والمقاومة التي لا تنكسر.
إلى يمينه ظهرت صورة الشهيد القائد محمد أبو شمالة، فيما تزينت يساره بصورة الشهيد القائد رائد العطار، وكلاهما من كبار القادة الذين تركوا بصمة بارزة في مسيرة النضال.
وفي أسفل المنصة، امتدت صور القادة الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل المقاومة.
وعلى يمين اللافتة، ظهرت صورة الشهيد القائد محمود حمدان، قائد كتيبة تل السلطان، الذي استشهد إلى جانب يحيى السنوار خلال معارك رفح.
وإلى جواره، برزت صورة الشهيد القائد عبد الله الهور “أبو خالد”، الذي كان مسؤولًا عن ملف الاحتياط في لواء رفح.
أما على الطرف الآخر، فقد وُضعت صورة الشهيد القائد أبو عبيدة أبو شعر، قائد ملف التخصصات في لواء رفح، والذي كان له دور بارز في تطوير القدرات العسكرية للمقاومة.
ويحمل هذا المشهد دلالة عميقة على أن المقاومة، رغم فقدان قادتها، لا تزال تتقدم بخطى ثابتة، وأن دماء الشهداء لم تكن إلا وقودًا يشعل المسيرة النضالية حتى تحقيق الأهداف.
وفي المنتصف، ظهرت صورة قبة الصخرة وإلى جانبها مقاتلون يسيرون باتجاهها، مع عبارة:”نستطيع أن نغير مجرى التاريخ”، تأكيدًا على استمرار نهج المقاومة.
كما تم عرض صورة يحيى السنوار، قائد عملية طوفان الأقصى، الذي استشهد في رفح يوم 16 أكتوبر 2024.
رمزية الأسلحة المعروضة في منصة التبادل
وفي مشهد جديد، عُرضت أسلحة إسرائيلية منكسة (مقلوبة رأسًا على عقب)، وهي أسلحة تم الاستيلاء عليها خلال المعارك البرية الأخيرة، في إشارة إلى فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه.
كما ظهر مجسم للبرج العسكري الإسرائيلي الذي استهدفته المقاومة خلال عملية الوهم المتبدد 2006، والتي أسفرت عن أسر الجندي جلعاد شاليط.
مشاركة وحدة الظل وتأمين العملية
وشهدت منطقة التسليم انتشارًا أمنيًا مكثفًا من قبل مقاتلي كتائب القسام، ومن بينهم عناصر من وحدة الظل، المسؤولة عن تأمين الأسرى الإسرائيليين منذ لحظة أسرهم وحتى تسليمهم.
ورغم الأجواء الماطرة والبرد القارس، شهد موقع التبادل حشودًا فلسطينية كبيرة رفعت أعلام المقاومة وصور قادتها، في تأكيد على استمرار الالتفاف الشعبي حول الفصائل المسلحة.
صفقة التبادل السابعة
بالتزامن مع إطلاق الأسرى الإسرائيليين في صفقة التبادل السابعة من المرحلة الأولى، يُنتظر اليوم الإفراج عن 602 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال، بينهم:
50 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد.
60 أسيرًا يحملون أحكامًا عالية.
47 أسيرًا من محرري صفقة وفاء الأحرار الذين أعيد اعتقالهم.
445 أسيرًا من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.
وقد تأخرت كشوف الأسرى المفرج عنهم، ما أثار استياء عائلاتهم، وسط اتهامات للاحتلال بمحاولة ممارسة الضغط النفسي عليهم.
المقاومة الفلسطينية تفرض شروطها في التفاوض
وتحمل صفقة التبادل السابعة رسائل سياسية واضحة، إذ أكدت المقاومة قدرتها على فرض شروطها في المفاوضات، رغم استمرار المواجهات العسكرية في مناطق مختلفة من القطاع.
وكانت كتائب القسام قد سلمت قبل يومين جثث 3 إسرائيليين قتلوا أثناء الأسر، قبل أن تعلن إسرائيل لاحقًا أن إحدى الجثث تعود إلى مواطنة من غزة، أعقب ذلك تسليم جثة الطفل كفير بيباس.
وتعكس عملية التبادل السابعة ميزان القوة الجديد بين المقاومة والاحتلال، حيث استطاعت الفصائل فرض شروطها على إسرائيل، وإرسال رسائل سياسية وأمنية عبر رمزية منصة التسليم، في الوقت نفسه