اتهم وزير الصحة الأسبق جواد الطيبي، السلطة الفلسطينية بترك قطاع غزة وحيدًا يواجه حرب إبادة جماعية إسرائيلية مستمرة منذ أكثر من 14 شهرًا دون أي دعم حقيقي.
وقال الطيبي في تصريح صحفي: “السلطة ورئيسها محمود عباس لم يظهروا أي تعاطف مع أطفال ونساء وشيوخ غزة الذين يواجهون محرقة إنسانية”.
وأكد أن الجهد المصري لتشكيل لجنة إسناد مجتمعية يهدف إلى إنهاء الحرب الجارية ضد قطاع غزة، لكنه يرى أن السلطة تعرقل هذه الجهود.
وأضاف الطيبي أن “غزة تتعرض لحرب إبادة ولا تملك رفاهية الانتظار”، مشيرًا إلى أن تمديد شرعية الرئاسة الفلسطينية تم بقرار من جامعة الدول العربية وليس عبر انتخابات.
وهاجم عباس، قائلًا: “السلطة التي لم تقدم شيئًا لغزة لا يمكن القبول بأن تكون سببًا في استمرار العدوان”.
وتساءل الطيبي: “كم كيس طحين قدمته السلطة لغزة التي تعاني من الجوع؟ أين منظمة التحرير من إبادة غزة؟”.
وأكد أن غزة لا تفكر بالانقسام بقدر ما تسعى لوقف الحرب.
اعتراض السلطة الفلسطينية
واعترضت السلطة الفلسطينية، من خلال اتحاداتها ونقاباتها الموالية، على الدور المصري، مؤكدة أن إدارة شؤون غزة يجب أن تقتصر على السلطة ومنظمة التحرير.
وهذا الاعتراض يعكس مخاوف السلطة من أي تغييرات في هيكلية إدارة القطاع قد تُقلص من نفوذها في غزة.
المبادرة المصرية، التي جاءت بعد جولات حوار مكثفة مع الفصائل الفلسطينية، لاقت قبولًا واسعًا، بما في ذلك من حركة حماس، التي رحبت بتشكيل لجنة لإسناد غزة.
وهذه اللجنة تهدف إلى إدارة الأزمات الإنسانية والمالية في غزة وإعادة إعمار القطاع بعد الدمار الهائل الذي خلفته الحرب.
وزارة الصحة في غزة
وناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة المؤسسات الأممية والإنسانية صباح اليوم، بضرورة التدخل السريع لتوفير الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع.
وأوضحت الوزارة أن نفاد الوقود يهدد بكارثة حقيقية تؤثر على المولدات الكهربائية، محطات الأكسجين، ثلاجات الأدوية، وحضّانات الأطفال.
وذكرت أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة تقطير الوقود، مما يفاقم الأزمة، كما تعرضت آخر شحنة وقود للسرقة أثناء مرورها عبر طرق محفوفة بالمخاطر تحت حماية الاحتلال.
حرب إبادة جماعية
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا، عدوانه على غزة منذ 457 يومًا. وتشهد المنطقة قصفًا مكثفًا يستهدف المستشفيات والمباني السكنية، حيث يمنع الاحتلال دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأسفر العدوان عن استشهاد وإصابة أكثر من 155 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب فقدان أكثر من 10 آلاف شخص.
وتسبب الحصار في كارثة إنسانية من أسوأ الكوارث العالمية، حيث يعاني القطاع من دمار واسع ومجاعة قتلت العشرات.