تحليلات واراء

عبد الحميد عبد العاطي.. انسجام تام مع رواية الاحتلال يفضح دوره المشبوه

بين اختلاق الأكاذيب وبث الإشاعات المغرضة فضلا عن نشر الفتنة ومحاولة إرباك الجبهة الداخلية، يبرز اسم “عبد الحميد عبد العاطي” في سياق حملة التحريض ضد فصائل المقاومة الفلسطينية ومكونات العمل الوطني، بقيادة الاحتلال الإسرائيلي وأدواته المشبوهة من الأذرع الإعلامية والذباب الالكترونية المحسوب على السلطة الفلسطينية وحركة فتح.

وبات عبد العاطي وهو صحفي سابق في “إذاعة الشعب” لم يسجل له أي نقاط بارزة في مسيرته المهنية، يبرز كأحد أكثر أدوات الاحتلال وأبواقه التحريضية في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عام ونصف، وسط نشاط مكثف له يتضمن سلسلة من المقاطع المصورة القائمة على تحريض مباشر ضد المقاومة الفلسطينية وشعب غزة.

ولم يكن هذا الخطاب ليمر مرور الكرام، فقد حظي بإشادة نادرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث نشرت الصفحة الرسمية للحكومة الإسرائيلية الناطقة بالعربية، “إسرائيل تتكلم العربية”، أحد مقاطع عبد العاطي، في إشارة واضحة إلى تطابق مضمونه مع رواية الاحتلال.

ظهور إعلامي يتقاطع مع الدعاية الإسرائيلية

في الفيديو الذي نشرته “إسرائيل تتكلم العربية”، يتحدث عبد العاطي بلهجة هجومية تجاه فصائل المقاومة، متجاهلًا السياق الحقيقي للعدوان والحصار المفروض على غزة منذ سنوات.

هذا النشر من قبل الاحتلال لم يكن مصادفة، بل جاء في إطار استثمار واضح في خطاب يسعى لتأليب الرأي العام الفلسطيني من الداخل، ويخدم سياسة الاحتلال في إضعاف الجبهة الداخلية وإشغال الناس بمعارك جانبية.

صفحة “من قلب القطاع”

لم تلبث الضجة حول عبد العاطي أن تهدأ، حتى ظهرت مؤشرات خطيرة حول تورط المحتوى الخاص به في حملة دعائية إسرائيلية منظمة.

فقد تم رصد صفحة على “فيسبوك” تحمل اسم “من قلب القطاع”، تنشر محتوى ممولًا يستهدف سكان غزة، ويتضمن مقاطع جديدة لعبد العاطي يواصل فيها التحريض على الفوضى والفتنة الداخلية.

وبحسب بيانات الصفحة، فإنها أُنشئت في يونيو 2024، ويُظهر سجل الشفافية الخاص بها أن مكان إدارتها هو “إسرائيل”، ما يعني أنها جزء من منظومة إعلامية موجهة تخدم أهداف الاحتلال الأمنية والنفسية داخل غزة.

خطاب يتقاطع مع الأهداف الإسرائيلية

من خلال تتبع المحتوى الذي ينشره عبد العاطي، يظهر بوضوح أنه يتماشى مع السياسات الدعائية الإسرائيلية الهادفة إلى شيطنة المقاومة وتحميلها مسؤولية الدمار والمعاناة، متجاهلًا أن أصل الأزمة هو الاحتلال والعدوان المتواصل على قطاع غزة.

الأخطر من ذلك، أن هذا الخطاب يُعاد تدويره اليوم عبر صفحات مشبوهة تُدار من داخل إسرائيل، وهو ما يعزز الشكوك حول وجود تنسيق أو استثمار في هذه المواد الإعلامية لأغراض استخباراتية وسياسية.

هذا التداخل الواضح بين ظهور عبد الحميد عبد العاطي الإعلامي وبين استخدام محتواه ضمن حملات دعائية موجهة من داخل إسرائيل، لا يمكن قراءته كصدفة عابرة أو تفاعلًا محايدًا مع رأي مختلف، بل هو دليل صارخ على تحوّل خطابه إلى أداة وظيفية ضمن استراتيجية الاحتلال الإعلامية والنفسية، التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وتقويض ثقة الناس بمقاومتهم.

وفي ضوء هذه المعطيات، لا يعود ما يقدّمه عبد العاطي مجرد تعبير عن موقف سياسي، بل يصبح شراكة فعلية مع مشروع يستهدف وعي الناس وأمنهم الاجتماعي.

حين تُدار الصفحات التي تروّج له من داخل دولة الاحتلال، وتُضخ لها أموال الإعلانات لاستهداف جمهور غزة تحديدًا، فإن عبد الحميد عبد العاطي يقف عند نقطة فاصلة إما أن يُراجع موقعه من شعبه وقضيته، أو يُسجّل بوضوح في خانة من اختاروا الاصطفاف إلى جانب العدو، وتبنوا روايته، وخدموا أهدافه من قلب المشهد الفلسطيني.

خلية افيخاي

كذلك يبرز عبد الحميد عبد العاطي بوصفه أحد أبرز أعضاء خلية افيخاي نسبة إلى الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي تضم نشطاء الذباب الالكتروني للتحريض على المقاومة الفلسطينية.

ويكمل أعضاء #خلية_أفيخاي دور وحدة 8200 الاستخبارية التابعة للاحتلال وهو وحدة نخبوية على صعيد السايبر والنشر الالكتروني والتتبع، وتتولى تأليف الإشاعات والكذب وفق سيناريوهات تعتمد على أشباه الحقائق، ثم بناء رواية تعتمد على ربط الأكاذيب بعضها والنيل من الشخص أو الجهة المستهدفة.

وبموجب أنشطة الوحدة الإسرائيلية تنتشر الصفحات المشبوهة والممولة التي تتهم المقاومة بالتسبب في سقوط آلاف الضحايا خلال حرب الإبادة، ليأتي الذباب مكملاً للجهد الاسرائيلي بالترويج لروايات تلك الصفحات ورفع نسبة وصولها للجمهور عبر المشاركة بتفاعل وتعليقات مسيئة للمقاومة وقياداتها.

وتضم الخلية المشبوهة قائمة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من عدة انتماءات ومناطق جغرافية لكن القاسم المشترك بينهم تبعيتهم لحركة فتح وجهازي المخابرات والأمن الوقائي وأنهم العون الأول للاحتلال في حرب الإبادة على غزة.

يُذكر أن عبد الحميد عبد العاطي شغل سابقًا منصب مدير إعلامي في مكتب النائب راوية الشوا من تاريخ ‏١٢ يناير ٢٠٠٩‏ إلى ‏٢٠١٦‏، ثم مديرًا لكلية الزيتونة الجامعية في ‏١ يونيو ٢٠٢٠ حتى الآن‏، كما عمل في عدد من الإذاعات المحلية أبرزها “الشعب” و”وطن”، قبل أن يتجه لإطلاق موقع إلكتروني باسم “المواطن” ويمارس البث المباشر عبر فيسبوك بخطاب مثير للجدل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى