معالجات اخبارية

صحيفة: عدوان الاحتلال في جنين شجع أمن السلطة على حصار مخيمها

قالت صحيفة عبرية إن عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي المتكرر في جنين شجع أمن السلطة الفلسطينية على حصار مخيمها وإطلاق حملة أمنية تستهدف فصائل المقاومة بداخله.

وأكدت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن “الاقتحام المتكرر للقوات الإسرائيلية لمخيم جنين شجع الأجهزة الأمنية الفلسطينية على محاولة استعادة السيطرة على المخيم”.

وأبرزت أنه “من غير الواضح إن كانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية ستتمكن من السيطرة المستقرة على مخيم جنين، لكن الحديث يدو عن عملية في طياتها احتمال كبير لتغيير الوضع الأمني شمال الضفة الغربية” المحتلة.

وشجعت الصحيفة قيادة السلطة على المضي في حملتها الأمنية في جنين “لأن من شأنها تغيير ميزان القوى لصالح السلطة بالنظر إلى أن كتيبة جنين ليست بأحسن أحولها”.

وكانت كتيبة جنين هدفا رئيسيا لعمليات اغتيال واعتقال واسعة النطاق شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدار العامين الماضيين في محاولة لوأد كل أشكال المقاومة في الضفة الغربية المحتلة.

وفي هذا السياق كتبت يديعوت أحرنوت:” أجهزة أمن السلطة الفلسطينية أطلقوا عملية عسكرية في مخيم جنين الأولى منذ سنوات، في محاولة لإعادة السيطرة على المكان”.

وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية للسلطة “عززت مواقعها في جنين ومحيط مخيمها وسيطرت على المستشفيات، وأبطلت مفعول عبوات، وظهرت صورا نادرة، قناصة على الأسطح، وجيبات محصنة”.

ومن خلال الصور من العملية العسكرية، شوهدت عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وبحوزتها بنادق قنص، وخوذات وجيبات عسكرية محصنة، كل هذا بموافقة أمنية إسرائيلية.

الخطر الأكبر على الحالة الفلسطينية

تواصل أجهزة الأمن الفلسطينية منذ السبت الماضي عملية أمنية أطلقت عليها اسم “حماية وطن” في مخيم جنين مستهدفة ملاحقة المقاومين بعد أن عمدت إلى تشويه صورتهم وشيطنتهم بتصويرهم على إنهم “خارجون عن القانون”.

وتندلع في المخيم اشتباكات متقطعة أسفرت، عن استشهاد القيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة المطارد من الاحتلال الإسرائيلي، ومقتل عدة مدنيين برصاص عناصر أمن السلطة.

وبدأت أحداث مخيم جنين باعتقال أجهزة السلطة إبراهيم طوباسي وعماد أبو الهيجا في أوائل الشهر الجاري، مما أثار غضب “كتيبة جنين” التي احتجزت سيارات تابعة للسلطة للمطالبة بالإفراج عنهما.

وتقول كتيبة جنين إن السلطة الفلسطينية تريد “جنين بلا سلاح مقاومة” وفق تصريح ناطق باسمها، مضيفا “بوصلتنا واضحة وهي ضد الاحتلال فقط، وتبنينا المقاومة عن الضفة كاملة”.

ويحذر مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات من أن تخلي السلطة الفلسطينية عن فكرة الحوار والاحتضان والانتقال لفكرة الصدام سيولد إشكالية كبير لا يحمد عقباها ولا يمكن توقع نتائجها.

ويشدد بشارات على أن ما يجري لا يمكن فصله عن الواقع السياسي للسلطة التي تحاول “كسب المرحلة المقبلة لأن البديل هو اندثارها”، منبها إلى أن خيار السلطة “ليس سهلا ونتائجه غير مضمونة وهي تقرأ المشهد تحت ضغوط إقليمية وعربية ودولية”.

ويشير إلى أن السلطة وُضعت أمام تحدي إما إثبات قدرتها على إدارة الحالة الفلسطينية وفق التصورات الأميركية والإسرائيلية أو تكون على أبواب تغيير جذري، ومن هنا لم يعد أمامها سوى خيار الذهاب في هذا الاتجاه، اعتقادا منها أنها قد تثبت حضورها وقدرتها على فرض السيطرة الكاملة.

ويحذر بشارات بفعل سلوك السلطة من منعطفات خطيرة من شأنها ليس فقط تعزيز الفجوة والانقسام السياسي، بل إحداث انقسام مجتمعي عميق جدا، يذكّر بمراحل سبقت انهيار كثير من الأنظمة السياسية العربية التي استخدمت لغة القوة وليس الاحتضان في التعامل مع أي متناقضات داخلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى