في حديثه عن الفترة بين يناير وفبراير 2024، كشف رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، غادي أيزنكوت، أن هناك تباينًا كبيرًا في الرؤى داخل القيادة الإسرائيلية بشأن مسار الحرب على غزة.
وأوضح أن القيادة العسكرية كانت تميل إلى التركيز على العمليات شمال القطاع، بينما كان بنيامين نتنياهو وفريقه يعتبرون أن رفح هي الأولوية الرئيسية.
وأضاف: “لقد اقترحنا خفض القوات في غزة إلى فرقتين فقط للتركيز على أهداف أخرى، لكن قرارات القيادة السياسية عرقلت ذلك”.
المماطلة في الحسم والخطط المؤجلة
وأكد أيزنكوت أن التردد في اتخاذ قرارات حاسمة كان خطأ استراتيجيًا، مشيرًا إلى أن الخطط للتعامل مع شمال غزة كانت جاهزة منذ البداية.
كما ذكر وثيقة قدمها في فبراير، تضمنت تحذيرات من العواقب المحتملة لهذا التأخير، والتي تم تسريبها لاحقًا إلى الإعلام.
وأوضح أن الأولويات كانت تتغير باستمرار، وهو ما أثر على فعالية العمليات.
خلافات حول العمليات البرية
وتحدث أيزنكوت عن مخاوف نتنياهو من شن عملية برية واسعة في القطاع.
وأضاف أن بعض أعضاء الكابينيت كانوا مترددين في البداية، إلا أنهم غيروا مواقفهم لاحقًا.
عطّل نتنياهو صفقة التبادل
وكشف أيزنكوت عن تفاصيل خطة نتنياهو بشأن صفقة تبادل الأسرى، والتي تضمنت وقفًا لإطلاق النار، انسحاب القوات، وإعادة إعمار القطاع.
إلا أن الخطة واجهت عراقيل وضعها نتنياهو نفسه، حيث أصر على إبقاء خيار العودة للحرب مفتوحًا.
وفي يوليو 2024، ردّت حماس على الخطة، مشترطة عدم العودة للحرب بعد المرحلة الأولى.
ومع ذلك، استمرت المماطلة داخل القيادة الإسرائيلية، مما أدى إلى تعثر تنفيذ الصفقة.
بن غفير وسموتريتش
وأكد أيزنكوت أن شخصيات مثل بن غفير وسموتريتش كان لها تأثير كبير على قرارات القيادة، رغم عدم وجودها داخل غرفة الحرب.
ووصف ذلك بأنه أحد أسباب خروج الجنرالات، حيث شعروا بأن تأثيرهم أصبح محدودًا.
خطة نتنياهو بين العلن والكواليس
في مايو 2024، وزع نتنياهو خطة مفصلة تشمل مراحل انسحاب القوات وفتح المعابر وإعادة إعمار غزة.
وعلى الرغم من موافقة الكابينيت، تراجع نتنياهو لاحقًا تحت ضغط سياسي وإعلامي.
لكنه أكد أن تنفيذ هذه الأهداف كان يواجه عراقيل نتيجة الحسابات السياسية المعقدة.