حسين الشيخ يستعرض على الفلسطينيين في ذروة حرب إبادتهم

استغل عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” حسين الشيخ مناسبة أول أيام عيد الفطر لمحاولة الاستعراض الواضح على الفلسطينيين في ذروة ما يتعرضون له من حرب إبادة إسرائيلية بما تنطوي عليه من قتل وتهجير وسلب الحقوق في قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة.
وراجت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لحسين الشيخ وهو يصل بموكب فاخر مع كبار حراسه إلى مقر ضريح رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات وبانتظاره أعضاء من منظمة التحرير ومحافظين وقيادات أجهزة أمنية.
وبدا الشيخ يتصرف في الزيارة شديدة البروتوكولية كرئيس ويحرص على إظهار مشهد له يحمل رسائل أكبر وأبعد بكثير من هدف الزيارة نفسها، فيما التركيز على أن وجود قيادات رفيعة في المنظمة والسلطة ليس مصادفة بل بترتيب مسبق.
تزيد المؤشرات على ذلك محاولة استغلال الشيخ غياب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن المناسبة، وهو الذي بات نادرا جدا ما يتحرك خارج المقاطعة في رام الله أو يجرى زيارات خارجية وهو يقترب من التسعينيات من عمره وحالته الصحية في تدهور.
يرى مراقبون أن الشيخ حاول توجيه رسائل في خضم صراع الخلافة والتحركات الإقليمية الجارية بشأن المنطقة برمتها رغم أن جوهر السلطة يضربه البؤس الشديد والتراجع على كافة المستويات وطبعا المشهد في الضفة الغربية حيث تتوغل الحكومة الإسرائيلية في سلب كل شيء.
ويستند الشيخ في بحثه عن مقاعد رئاسة السلطة وحتى منظمة التحرير إلى توليه ملف المفاوضات مع “إسرائيل” داخل منظمة التحرير والتنسيق الأمني والمدني واسع النطاق بفعل سيطرته على وزارة الشئون المدنية منذ سنوات طويلة رغم تنحيه مؤخرا عنها وتعيين مساعدا له في المنصب.
لكن رسائل استعراض الشيخ ظهرت معاكسة وقوبلت بموجات سخرية وانتقادات، حتى أن أحد كبار الصحفيين في الضفة الغربية علق “اللي بفوت على مكان إله ما بجيب معه حراس إديهم على سلاحهم”.
وقال ناشطون إن الشيخ حاول التصرف أمام الكاميرات وكأنه خليفة عباس بقوة الأمر الواقع على الفلسطينيين، فيستعرض أمنه الشخصي وسياراته الفارهة المصفحة ويتقدم الحشد المنتظر له.
وبدا لافتا عناق الشيخ لمحافظة رام الله والبيرة ليلى غنام ثم مصافحة من كان بانتظاره ومنهم رئيس وزراء حكومة السلطة محمد مصطفى الذي يفترض أنه يتول منصبا بصلاحيات ونفوذ أكبر من الشيخ نفسه!.
بموازاة ذلك اقتصرت صورة الشيخ النهائية وهو يضع إكليل الزهور على ممثلي الجبهة الديمقراطية والنضال الشعبي وجبهة التحرير الفلسطينية في منظمة التحرير دون أي وجود لأي عضو من قيادة فتح.
سخر الناشطون من أنه بينما يحرص الشيخ على الاحتفال بالعيد واستعراض نفوذه، فإنه على بُعد 80 كلم في غزة، لا يملك طفل هدية ولم يعطه أحد عيدية، وحين يرى أي شخص تحت القصف في القطاع يسأل: سيارة حسين الشيخ كم جائع تُطعم؟ وكم مشرد تأوي؟.
ورأى هؤلاء أن الشيخ هو أقرب إلى قزم صغير في سباق المنافسة على نفوذ أكبر بالمرحلة المقبلة وهو لا يملك مستشارين يفهمون بالظهور الإعلامي أو يفقهون الواقع والمزاج الفلسطيني وتأثير الصورة بالسياسة.
إذ أن هذه المشاهد تلخص واقع “فتح” ومستقبل الحركة والسلطة ومنظمة التحرير. وإن غياب كل المؤثرين من أعضاء اللجنة المركزية لفتح يحمل رسائل كثيرة، أخطرها أن السلطة ممثلة بالشيخ لا تملك غطاءً فتحاوياً.
كما برز الارتباك في تعاطي الإعلام الرسمي للسلطة مع نشر ثلاثة أخبار متضاربة عن الحديث التقليدي بوضع الزهور على ضريح عرفات عند كل عيد.
إذ نشرت وكالة وفا الرسمية خبرا منفردا للشيخ مع صورته محاطا بثلاثة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ثم خبر أخر بأن نائب رئيس فتح محمود العالول أتم المهمة نيابة عن عباس مع صورة له منفردا.
لكن الوكالة عادت لتنشر خبرا ثالثا من دون صورة هذه المرة تجمع فيه العالول والشيخ ومصطفى في إنجاز وضع الزهور وقراءة الفاتحة ترحما على عرفات وربما كذلك على فتح ودورها وقيادتها التاريخية.