معالجات اخبارية

قلق إسرائيلي من تصاعد “جودة” عمليات المقاومة في الضفة الغربية

سلطت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية الضوء على تنامي القلق في الأوساط الأمنية لدولة الاحتلال الإسرائيلي من تحسن “جودة” عمليات المقاومة في الضفة الغربية والتأثير المرتقب للإفراج عن مئات الأسرى.

وقالت الصحيفة إن العملية التي أدى إلى قتل اللواء احتياط “إفياتار بن يهودا” بواسطة عبوة ناسفة زرعت في قرية طمون لم تعد هجوما معزولا ضد قوات الاحتلال بل جزء من سلسلة من العمليات المتطورة.ف

وأضافت أن “هناك تحسن في جودة التنفيذ لمثل هذه العمليات، وهذا جزء من اتجاه مقلق يتطلب من الجيش الإسرائيلي التحرك فورًا إلى عمليات هجومية كبيرة”.

وبحسب مزاعم الصحيفة تعتبر منطقة طمون منطقة عمليات للجيش الإسرائيلي قبل أسبوعين، ولكنها ليست بؤرة كبرى لعمليات المقاومة مثل جنين وطولكرم ومنطقة نابلس.

ورغم ذلك، تم زرع عبوة ناسفة هناك أصابت جيب “داود” مما أدى إلى مقتل الجندي وإصابة أربعة من مرافقيه. ورغم أن الجيش الإسرائيلي يزعم أن العبوة كانت مرتجلة وغير قياسية، إلا أنها نجحت في إلحاق أضرار جسيمة بالجيب.

ولم تكن لدى الجيش أي معلومات استخباراتية تفيد بمؤشرات عن تنفيذ العملية، ولم يكن يتوقع أيضًا أنهم سيضعون قنبلة في مثل هذا المكان.

وعقب انتهاء الحرب العدوانية على غزة، بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي، بشقيها السياسي والعسكري، بتوجيه أنظارها نحو الضفة الغربية المحتلة، حيث انتقل مركز الثقل الأمني والعملياتي رسمياً هناك.

ويشمل ذلك ممارسة ضغوط أكبر على المقاومة في الضفة الغربية، دون أن يعني ذلك قدرة الاحتلال على كبح جماحها المتصاعد.

وادعت الصحيفة أن “عملية طمون تقدم مؤشرا على الاتجاهات المتغيرة للمقاومة في الضفة الغربية خلال الفترة الماضية، وأحد المخاوف استخدام الشواحن القوية، وبعضها قياسي بالفعل، حيث يتم تهريبها عبر الأردن، وتصل قوى المقاومة على الجانب الآخر من الحدود الإسرائيلية غير المغلقة، والحواجز فيها قديمة جدًا، وفي بعض الأماكن لم يتغير الوضع منذ زمن طويل، ومن السهل جدًا المرور عبرها”.

وكشفت أنه “قبل أسابيع، دهست مركبة عسكرية تابعة للجيش قنبلة في قباطية، أصابت ثلاثة جنود، اثنان منهم في حالة خطيرة، وهذه منطقة مشابهة جدًا للتي وقعت فيها عملية طمون”.

وتابعت “قبل شهر أصيبت مركبة أخرى كان يستقلها قائد اللواء بقنبلة، وأصيب عدد من الجنود، وكانت الهجمة قوية للغاية، ولم يكن من قبيل الصدفة أن نفقد اثنين من كبار القادة، وربما كان واجبا التعامل مع هذه الحادثة بجدية أكبر حتى في هذه الحالة، والمضي قدماً في الهجوم”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الهجوم الخطير في قرية فندق قرب مستوطنة كدوميم، التي قتل فيها ثلاثة مستوطنين، نفذته خلية ماهرة، ووصلت بأسلحة متطورة، وانسحبت بسرعة من المكان، ولم يتم القبض عليها حتى الآن”.

في الوقت ذاته أبرزت الصحيفة العبرية أن “ما يزيد الطين بلّة أن تصاعد هذه الهجمات يتزامن مع إطلاق سراح كبار الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية كجزء من صفقة التبادل، والرياح المواتية التي تلقتها حركة حماس نتيجة لها، ويمكن الافتراض أنها ستحاول الآن، إشعال النار في الضفة الغربية، من خلال الهجمات ضد الجيش والمستوطنين، مما يعني واقعا كارثياً للجيش الإسرائيلي”.

وأكدت أن الضفة الغربية التي يعيش فيها ثلاثة ملايين فلسطيني ونصف مليون مستوطن معاً، تعدّ من أصعب الجبهات مقارنة بأي مكان آخر، حيث سيقوم الجيش بتعزيز فرقة الضفة بسبع سرايا، سيتم توزيعها على قادة الكتائب المختلفة في جميع أنحائها، وسيقوم بإنشاء نقاط تفتيش للسيارات الفلسطينية قبل دخولها طرقهم المشتركة مع المستوطنين في محاولة لإحباط أي هجوم آخر بإطلاق النار والقنابل.

وختمت الصحيفة بالقول إنه “من الصعب للغاية على الجيش الإسرائيلي التصرف دفاعياً فقط، ولعل إعلان المستوى السياسي أن العمل العسكري في الضفة الغربية بات من أهداف الحرب، وفي ضوء التطورات في الجبهتين الشمالية مع لبنان، والجنوبية مع غزة، فقد انتقل مركز الثقل رسمياً إلى الضفة، وإذا كان الأمر كذلك، فيجب وضع المزيد من الضغوط على المقاومين هناك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى