تحليلات واراء
أخر الأخبار

عودة العدوان الإسرائيلي على غزة.. هل يسعى نتنياهو لإنقاذ حكومته؟

أكد محللون ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن التصعيد العسكري الأخير على قطاع غزة يأتي في سياق الأزمة الداخلية التي تواجهها حكومة بنيامين نتنياهو، إلى جانب محاولته كسب دعم وزراء اليمين المتطرف قبيل إقرار الميزانية.

كما يسعى الاحتلال للضغط على المقاومة الفلسطينية من أجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين دون الحاجة إلى تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة التبادل.

وقال المختص في الشؤون الإسرائيلية، فراس ياغي، إن التصعيد العسكري لم ينجح حتى الآن في دفع المقاومة لتقديم تنازلات، متسائلًا عن جدوى استمرار القصف لتحقيق ذلك.

عودة العدوان على غزة

وأشار ياغي في حديثه إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة يأتي في سياق أوسع يشمل الهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن، معتبرًا أن هذه التحركات تندرج ضمن ترتيبات جيوسياسية تتزامن مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية.

وأوضح أن الهدف الحقيقي يتجاوز قضية الأسرى، بل يرتبط بمحاولة إعادة تشكيل الشرق الأوسط، بما في ذلك تقليص الحضور الفلسطيني في غزة.

عوامل أخرى تدفع نحو التصعيد

ومن جانبه، أكد المختص في الشؤون الإسرائيلية، عادل شديد، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم من الإدارة الأمريكية، تعيد تفعيل أهداف الحرب من خلال القصف والتدمير، مشيرًا إلى أن الحرب لم تتوقف أصلًا، بل شهدت تغييرًا في الأدوات والتكتيكات، قبل أن تعود إلى شكلها السابق.

وأضاف شديد أنه حتى لو خرجت تظاهرات ضخمة داخل المجتمع الإسرائيلي للمطالبة بإعادة الأسرى، فإن حكومة الاحتلال لن تتراجع عن قرار التصعيد، خصوصًا في ظل انسجامها مع السياسة الأمريكية الإقليمية.

جرائم حرب وسط صمت دولي

في السياق، صرّح الأمين العام لحركة المبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، بأن نتنياهو يسعى لإنقاذ حكومته المتهاوية عبر تصعيد العدوان على المدنيين في غزة، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 360 مدنيًا حتى الآن.

وأضاف البرغوثي أن هذه الجرائم لن تثني الشعب الفلسطيني عن مقاومته، مؤكدًا أن الاحتلال يستغل الصمت الدولي وضعف ردود الفعل العربية والإسلامية لارتكاب مزيد من المجازر بحق الفلسطينيين.

استهداف واسع للمدنيين والبنية التحتية

وشنت فجر اليوم الثلاثاء، طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء.

واستهدف القصف الإسرائيلي خيام النازحين في منطقة “مواصي” غربي خان يونس، ومدرسة تؤوي نازحين في حي “الدرج” وسط غزة.

بالإضافة إلى منازل مدنية في شارع الصناعة بحي “تل الهوى”، وفي مخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع، ومنزل في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.

وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن الطواقم تواجه صعوبات كبيرة في إنقاذ الضحايا بسبب القصف المتزامن لأكثر من موقع، ما يعقّد عمليات الإغاثة والإسعاف.

وأكد المحللون أن التصعيد الإسرائيلي الحالي ليس مجرد رد فعل عسكري، بل يأتي في إطار سياسة إسرائيلية أوسع، تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية داخلية وإقليمية.

وفي ظل استمرار الدعم الأمريكي والصمت الدولي، يبقى قطاع غزة الضحية الأكبر لهذا العدوان المستمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى