عودة تاريخية للفلسطينيين إلى شمال غزة
سجل عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين عودة تاريخية إلى منازلهم وأراضيهم في شمال قطاع غزة بعد أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية وخطط التطهير العرقي ضدهم.
وأظهرت صور تلفزيونية حشوداً كبيرة تتحرك، وقال شهود عيان إن أول السكان وصلوا إلى مدينة غزة في ساعة مبكرة من صباح الاثنين.
وهذه أول عودة لفلسطينيين إلى أراضيهم بعد تهجيرهم منذ نكبة عام 1948، في وقت أجمع المراقبون أنها حدثا تاريخيا وتمهد للعودة الكبرى إلى كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إعلان لفشل وهزيمة الاحتلال
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن عودة النازحين لبيوتهم وأراضيهم “انتصار لشعبنا” وإعلان لفشل وهزيمة الاحتلال الإسرائيلي ومخططات التهجير.
وأكدت حماس -في بيان- أن عودة النازحين يثبت مجددا “فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية في تهجير شعبنا وكسر إرادة صموده”.
وأضافت أن المشاهد المفعمة بفرح العودة وحب الأرض والتشبث بها رسالة للمراهنين على كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه، كما تؤكد على “عظمته ورسوخه في أرضه”.
بدورها قالت حركة الجهاد الإسلامي “في مشهد أسطوري يعود مئات آلاف النازحين إلى شمال غزة الذي حوله الإجرام الصهيوني إلى ركام.
وبدأ آلاف الفلسطينيين العودة عبر شارع الرشيد في تمام السابعة صباحا بالتوقيت المحلي، وذلك سيرا على الأقدام، بناء على اتفاق وقف إطلاق النار. بينما بدأت لاحقا العودة إلى شمال غزة عبر شارع صلاح الدين بالمركبات والسيارات فقط وليس مشيا على الأقدام.
وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية أفادت بأن قوات الجيش الإسرائيلي بدأت الانسحاب من محور نتساريم، الفاصل بين جنوب قطاع غزة وشماله، والذي أنشأه الاحتلال مع بدء عمليته البرية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويوم 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وأدان إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق اليميني المتطرف الذي استقال احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار، عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة.
وقال بن غفير في منشور على موقع “إكس” يوم الاثنين إن فتح طريق نتساريم ودخول عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة كانا “صور انتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة المتهورة”.
وأضاف بن جفير “هذا ليس ما يبدو عليه “النصر الكامل” – هذا ما يبدو عليه الاستسلام الكامل”.
من جهته أعلن مكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن أكثر من 5,500 موظف حكومي انخرطوا في تسهيل عودة النازحين من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال، من جميع الأجهزة والوزارات والمؤسسات الحكومية.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بأن محافظتي غزة والشمال بحاجة إلى 135,000 خيمة وكرفان الآن وبشكل فوري وعاجل حيث بلغت نسبة الدمار الذي نفّذه جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمحافظتين أكثر من 90%.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية والدول العربية بفتح المعابر وإدخال المستلزمات الأساسية لإيواء أبناء الشعب الفلسطيني الكريم.