بعد عام كامل من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، يجد النازحون أنفسهم أمام معاناة جديدة تضاف إلى معاناتهم اليومية من القتل والدمار، حيث يواجهون برد الشتاء القارص في ظروف مأساوية.
فبينما لا يزال قطاع غزة يعاني من آثار الحرب المدمرة، فإن معركة جديدة بدأت مع دخول فصل الشتاء، الذي جلب معه العديد من التحديات للأسر الفلسطينية التي لجأت إلى خيام بلاستيكية هشة غير محمية، وهي عرضة للغرق مع الأمطار الغزيرة.
وبحسب التقارير، فإن 90% من سكان القطاع، قد نزحوا من منازلهم جراء القصف الإسرائيلي المستمر، فيما اضطر 10% آخرون للعيش في بيوت تعرضت لتدمير جزئي أو أضرار بالغة.
ولكن ما يزيد من مأساتهم الآن هو سوء الأحوال الجوية التي تجعل من الخيام التي يلجأ إليها النازحون بيئة غير صالحة للعيش، حيث لا تحميهم من البرد القارص ولا من تسرب مياه الأمطار.
ومع حلول الشتاء، تعرضت الخيام للغرق بشكل كامل، مما زاد من الأعباء على الأهالي، في ظل عدم توفر الشوادر وارتفاع أسعار المواد اللازمة للوقاية من المطر بالحد الأدنى.
ولا تقتصر معاناة سكان غزة على فقدان منازلهم، بل تمتد لتشمل تدهور أوضاعهم الصحية والنفسية بسبب الحياة في ظروف قاسية. فالتعرض المستمر للبرد والمياه داخل الخيام قد يؤدي إلى تفشي الأمراض، بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي والالتهابات الجلدية، مما يشكل تهديدًا إضافيًا على حياتهم في ظل غياب الرعاية الصحية الكافية.
والأوضاع في غزة تستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي، سواء من حيث تقديم المساعدات العاجلة أو الضغط على سلطات الاحتلال لوقف التصعيد المستمر.