معالجات اخبارية
أخر الأخبار

حصار وألم وفقد.. هكذا استقبلت غزة عيد الفطر للعام الثاني وسط الحرب

استقبل أهالي غزة عيد الفطر هذا العام في ظروف قاسية، حيث أدّى المصلّون الصلاة بين الأنقاض، وفي الخيام، وداخل مدارس النزوح، وسط مشهد يُجسّد حجم المعاناة التي يعيشها القطاع تحت الحرب المستمرة.

وفي المسجد العمري الكبير بغزة، الذي تعرّض لقصف جزئي، اجتمع مئات الفلسطينيين لأداء صلاة العيد رغم الدمار الذي لحق به.

كما أدّى المصلّون الصلاة على أنقاض المساجد المدمّرة في خانيونس ومخيّم البريج، فيما استمرت الاعتداءات الإسرائيلية صباح العيد بقصف مدفعي استهدف بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس.

لا عيد في غزة.. فقد وشهداء وحصار خانق

بينما يحتفل العالم الإسلامي بالعيد، يمرّ العيد على غزة حزينًا كغريبٍ بلا ملامح، حيث استقبلت العائلات عيدها بالفقد، إذ ارتقى صباح اليوم 10 شهداء جدد، ليضافوا إلى آلاف الشهداء الذين قضوا خلال الحرب المستمرة.

وفي ظل إغلاق معبر رفح منذ ما يقارب الشهر، ازدادت معاناة الغزيين، حيث مُنع دخول الغذاء، والدواء، والوقود، والماء، ما جعل الحياة أكثر اختناقًا.

والأسواق شبه فارغة، والمواد الأساسية شحيحة، وحتى الطقوس التقليدية التي كانت تمنح العيد نكهته الخاصة، كتحضير الكعك، غابت عن البيوت بسبب نقص الطحين والسكر وانعدام وسائل الطهي.

“لا كعك ولا عيديات”.. تفاصيل العيد الحزين في غزة

وفي السياق، قالت سيدة غزية اعتادت صنع الكعك وبيعه في موسم العيد،: “هذا العيد يمرّ دون أن يُخبز فيه كيلو كعك واحد، لا طحين ولا سكر ولا غاز. كان مشروعي مصدر رزق وسعادة، لكنه اختفى كما اختفت فرحة العيد”.

الأسواق كانت تشهد ازدحامًا قبل العيد، لكنها اليوم فارغة؛ فلا بضائع ولا قدرة على الشراء.

والعائلات التي كانت تجتمع في هذا اليوم تفرّقت بفعل القصف والحصار، والطرقات التي كانت تصل الأحبة قُطعت بعد أن أغلق الاحتلال شارع صلاح الدين، ليصبح التواصل بين شمال القطاع وجنوبه مستحيلًا، فيما يُسمح بالسير لمسافات طويلة على الأقدام فقط عبر شارع الرشيد، وسط خطر الاستهداف.

العيد شاهدٌ على وجع غزة

وفي منزل صغير بمدينة غزة، تحاول أم محمد، وهي أرملة وأم لطفلين، احتواء وجع لا يُحتوى، بعد أن فقدت زوجها في القصف. تقول: “كان هذا العيد من المفترض أن يكون الأول الذي يعيشه أطفالي مع والدهم، لكنهم اليوم ينتظرون صوته على الباب دون جدوى”.

أطفال غزة، الذين لم يعرفوا سوى الحرب، لم يعودوا ينتظرون العيد بالملابس الجديدة والهدايا، بل بأمل أن يمرّ دون قصف أو فقد جديد.

ووسط هذا المشهد الحزين، لا تزال “إسرائيل” تواصل عدوانها على القطاع، في خرق مستمر لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث ارتفع عدد الشهداء منذ 18 مارس إلى 921 شهيدًا، إضافة إلى 2054 جريحًا، ليصل إجمالي عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 50,277 شهيدًا، و114,095 مصابًا، في واحدة من أعنف الحروب التي شهدها القطاع.

عيد غزة هذا العام ليس كغيره.. فقد بلا عزاء، وألم بلا انتهاء، لكن رغم كل ذلك، يبقى أهل غزة صامدين، متمسكين بالحياة رغم كل محاولات سلبها منهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى