معالجات اخبارية

الاحتلال يسعى لمحو مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم

وسط عجز السلطة وفشل نهجها

وسط عجز السلطة الفلسطينية وفشل نهجها القائم على التسوية والتنسيق الأمني، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى المضي في خطط لمحو مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مدينتي جنين وطولكرم، ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية المحتلة مستمرة منذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.

وتهدف الخطط إلى محو مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس للاجئين بشكل كامل، وتحويلها إلى أحياء داخل المدينتين، بهدف منعها من أن تكون “حاضنات للفصائل الفلسطينية”، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن جيش الاحتلال.

على أرض الواقع، تُنفَّذ عمليات الهدم يوميًا، حيث يُصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات متكررة لمئات العائلات الفلسطينية بشأن الهدم الوشيك لمنازلهم. ولم تتمكن هذه العائلات من الطعن قانونيًا في هذه الأوامر، إذ صُنِّفت المنطقة المستهدفة بأنها عسكرية بحتة.

صرّح صالح الزهيري، عضو اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم نور شمس، بأنّ الخطة الإسرائيلية قيد التنفيذ في المخيم. يُقسّم الجيش المخيم إلى أقسام، ويفتح شوارع رئيسية، لا يقل عرض كل منها عن عشرة أمتار، ويزيد طولها عن 500 متر.

ويمتد شارع حديث الإنشاء في المخيم عموديًا من أحد طرفيه إلى الطرف الآخر، بمحاذاة عدة شوارع أفقية. وسيبقى ما لا يقل عن ستة من هذه الشوارع سليمة داخل المخيم.

حتى الآن، فُتحت ثلاثة شوارع، وبدأ فتح طرق أفقية. ويُبلَّغ السكان الذين يُعتزم هدم منازلهم ومصادرتها بقرار صادر عن المحاكم الإسرائيلية. وهذا يعني أن السكان لم يعودوا يملكون حتى الأرض لإعادة البناء عليها.

ولا يقتصر هدم المنازل على المتضررين مباشرةً فحسب. فعندما يُهدم منزل واحد، تتأثر جميع المباني المجاورة، نظرًا للتصميم الهيكلي للمخيمات، حيث المساحة محدودة.

وأضاف الزهيري: “عندما نُبلّغ بنية هدم 30 منزلًا، فهذا يعني في الواقع هدم 100 منزل على الأقل، لأن جميع المنازل مبنية عموديًا. وبالمثل، عندما يُبلّغوننا بأنهم سيهدمون 10 منازل، ينتهي بهم الأمر بهدم 40 منزلًا، دون احتساب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنازل المجاورة”.

وحتى الآن، سُوّي ما لا يقل عن 500 منزل في المخيم بالأرض بالكامل، بالإضافة إلى مئات المنازل الأخرى التي تضررت جزئيًا. أُجبر جميع سكان المخيم، البالغ عددهم 13 ألف نسمة، على المغادرة، ونزح جميع سكان المنطقة المحيطة.

تحويل المخيمات إلى غير صالحة للسكن

كشفت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أن الخطة الأوسع للجيش الإسرائيلي في المخيمات الفلسطينية تتمثل في ضمان حرية النشاط وخلق واقع أمني جديد.

وبموجب ذلك تم تفتيش عدد كبير من المنازل بزعم استخدامها كغرف عمليات من قبل الفلسطينيين “لإعداد العبوات الناسفة”.

وبحسب الصحيفة، هُدم 200 منزل في مخيم جنين، وشُقّت طرق بطول خمسة كيلومترات. وفي مخيم نور شمس، هُدم حوالي 30 منزلًا، وشُقّت طرق بطول نصف كيلومتر. وفي طولكرم، هُدم 15 منزلًا، وشُقّت طريق بطول 200 متر، وذلك لتسهيل وصول القوات الإسرائيلية عند الحاجة.

ردًا على ذلك، أكد مصدر أمني إسرائيلي أن عمليات الهدم نُفِّذت بالكامل بعد الحصول على موافقة القيادة المركزية والمشورة القانونية. ثم صدر قرار بمنع إعادة بناء المباني والطرق المهدمة.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن الجيش أعد خططا مماثلة للمخيمات الـ18 المتبقية في الضفة الغربية، وأن هدف الجيش هو تدمير رواية اللاجئين التي تروجها المخيمات.

وفي مخيم طولكرم، لا يختلف الوضع كثيرًا. هُدمت العديد من المنازل لفتح وتوسيع الطرق لتسهيل وصول المركبات العسكرية الإسرائيلية.

وقال منسق اللجنة الشعبية في المخيم فيصل سلامة إن الجيش الإسرائيلي هدم كتلا سكنية ووحدات سكنية بأكملها، وأزال الأنقاض الناجمة عن عمليات الهدم، وأحدث تغييرات في البنية المعمارية للمخيم.

وذكر أنهم يقومون بتوسيع الشوارع والطرقات والمداخل الداخلية في وسط المخيم لتسهيل دخول الآليات العسكرية وتغيير المشهد الجغرافي والديمغرافي.

وقال سلامة إن هدفاً آخر تسعى دولة الاحتلال إلى تحقيقه هو تقليص عدد السكان من خلال هدم المنازل وتشريد السكان، مما يخلق بيئة معادية حتى يصبح المخيم غير صالح للسكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى