تحليلات واراء

موقع بريطاني يكشف حقيقة فبركة تظاهرات احتجاجية في غزة وحرف أهدافها

كشف موقع Middle East Eye البريطاني حقيقة فبركة تظاهرات احتجاجية شهدتها بشكل متفرق مناطق في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة وحرف بوصلتها لأهداف سياسية بأوامر من الاحتلال الإسرائيلي والأذرع الإعلامية للسلطة الفلسطينية ودول التطبيع العربي.

ونقل الموقع عن مشاركين في التظاهرات الاحتجاجية إن المتظاهرين كانوا يحتجون على حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ نحو عام ونصف ويريدون لفت الانتباه إلى وضعهم اليائس.

ورفض المشاركون في الاحتجاجات التي بدأت في مدينة بيت لاهيا الشمالية يوم الأربعاء، وصفهم على نطاق واسع في وسائل الإعلام الغربية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي بأنهم “معادون للمقاومة أو لحركة حماس”.

وقالوا إن معظمهم تجمعوا في حالة من الإحباط والخوف للمطالبة بإنهاء الحرب بعد أن أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لأحيائهم. وأفاد شهود عيان بأن كثيرين كانوا في حالة ارتباك وخوف ولم يعرفوا إلى أين يتجهون.

وقال آخرون إن العديد من المتواجدين في الشوارع هم من الشباب الذين ليس لديهم ما يفعلونه، وقدروا أن بضع مئات من الأشخاص شاركوا في المظاهرة.

فيما قال سكان محليون إن الدافع الرئيسي كان الاحتجاج ضد الجيش الإسرائيلي فيما ردد بعض المتظاهرين هتافات تحث على حكم بديل لحركة حماس.

وقال رامز المصري (33 عاما) إنه كان من بين أوائل الأشخاص الذين تظاهروا في بيت لاهيا.

وأضاف “أمرت القوات الإسرائيلية بإخلاء حيّي من جديد، لكن ليس لديّ مكان أذهب إليه. جئتُ للتظاهر للتعبير عن غضبي وعجزي”.

وذكر المصري إن اثنين من إخوته استشهدا ودُمر منزله في غارات جوية إسرائيلية خلال الحرب، وكان يواجه المجاعة لمدة عام.

وقال إنه يؤيد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين وانسحاب حماس من الحكومة في غزة إذا كان ذلك سيساعد في إنهاء الحرب.

وتابع “نحن نعلم جميعا أن (إسرائيل) لا تحتاج إلى سبب لقتلنا، ولكن إذا توقفت حماس عن الحكم، فلن يكون لها أي عذر أمام العالم لأننا لا نستطيع أن نتحمل المزيد من المعاناة”.

فيما قال سامي رياض (34 عاما) الذي شارك في الاحتجاج يوم الخميس في حي الرمال بمدينة غزة إنه لا ينتمي إلى أي فصيل سياسي ولكن الجميع في غزة يواجهون نفس العدو.

وقال “أحتج لأصرخ طلبا للمساعدة من الدول العربية وغير العربية، ومن أوروبا وأميركا، ومن كل من يملك السلطة”.

وتابع “نحن في غزة نموت يوميًا منذ أكثر من خمسة عشر شهرًا، والعالم لم يتخذ أي إجراء لوقف (إسرائيل). نتظاهر لنبعث رسالةً مفادها أننا خسرنا كل شيء. نريد أن نتمتع بحقنا في العيش بسلام”.

في هذه الأثناء، نفى ممثلو عشائر وعائلات قطاع غزة الادعاءات التي تتحدث عن تشجيعهم للاحتجاجات ضد المقاومة، واتهموا المحرضين بنشر معلومات “كاذبة وغير صحيحة”.

وبحسب الموقع البريطاني رغم صدور بعض الدعوات، التي تم تضخيمها على وسائل التواصل الاجتماعي، لمزيد من المظاهرات في أماكن أخرى في غزة، إلا أن هذه الدعوات باءت بالفشل إلى حد كبير لأن العديد من المواطنين كانوا حذرين من أن استمرار الاحتجاجات من شأنه أن يخدم أجندة الاحتلال.

وقال وسيم عبد النبي، صاحب بسطة ملابس في حي الرمال، إنه مر بجانب المتظاهرين الذين كانوا يشكون من الوضع الاقتصادي.

ورغم قوله إنه لم يشارك في المظاهرة، إلا أنه إنه يشاطر المتظاهرين مظالمهم.

وأوضح “يريدون حياة كريمة، ويريدون طعامًا، ويريدون أمنًا، ويريدون العودة إلى التعليم. لا يوجد طعام، ولا أمن، ولا أحد ينام بسلام أو راحة، لكن السبب الرئيسي للحرب هو الاحتلال الإسرائيلي”.

وختم “رسالتي للعالم هي أن ينظر إلينا بعين الشفقة ويحاول الضغط على (إسرائيل) للانسحاب من غزة حتى يتمكن المواطنون من العودة إلى منازلهم ومحاولة إعادة بناء ما دمر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى