في خطوة أثارت العديد من التساؤلات، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الأربعاء، عن تسليم جثماني الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة، اللذين نفذا عملية “البحر الميت”، وذلك بعد تسليمهما إلى ذويهما لدفنهما في مقبرة سحاب في الأردن.
العملية التي وقعت في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفرت عن إصابة جنديين إسرائيليين، وجاءت ردًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
في مقبرة سحاب
وفقا لبيان صادر عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، فقد تم استلام الجثامين عبر جسر الملك حسين، لتسليمهما إلى عائلات الشهيدين.
لكن المفاجأة جاءت عندما استدعت السلطات الأردنية العائلتين في وقت متأخر من الليل، دون إبلاغهما مسبقًا عن استلام جثامين أبنائهم.
وذلك ليتم دفنهم في مقبرة سحاب، جنوب الأردن، في مشهد بعيد عن أي مظاهر وداع لائقة.
وكشف شقيق الشهيد حسام أبو غزالة، في منشور له عبر موقع “فيسبوك”، عن تفاصيل الصدمة التي تعرضت لها عائلته أثناء استلام جثمان شقيقه ورفيقه الشهيد عامر قواس.
وأوضح هيثم أبو غزالة أنهم تفاجأوا باستدعائهم في ساعة متأخرة، ليتم نقلهم إلى مقبرة سحاب حيث تم تسليمهم الجثامين.
وقال شقيق الشهيد: “أقسم بالله عندما نزلناه على القبر فاحت رائحة طيبة منه، ولكنك تستحق جنازة أرقى من هذه”.
ردود أفعال غاضبة
أثارت هذه الواقعة غضبًا عارمًا، حيث اعتبرت الكثير من الأصوات أن النظام الأردني أصبح شريكًا في انتهاك حقوق الشهداء وعائلاتهم.
وسلطت الناشطة هبة العبيدي الضوء على التفاصيل المؤلمة لما حدث مع عائلة الشهيدين قواس وأبو غزالة.
ووصفت الناشطة العبيدي لحظة تسليم الجثامين بأنها “لحظة مريرة”.
وتساءل كثيرون عن كيفية تعامل الحكومة الأردنية مع عائلات الشهداء بهذه الطريقة غير الإنسانية.
ولقد أصبحت الأسئلة تتزايد حول السبب وراء هذه التصرفات التي تمارسها السلطات الأردنية هل هذه الإجراءات تعكس تحالفًا غير معلن مع الاحتلال الإسرائيلي؟ أم أن النظام الأردني لا يزال يسير على خطى التنسيق الأمني مع إسرائيل؟.