أكدت المتحدثة باسم جمعية إغاثة أطفال فلسطين نيفين قدادحة، أن عدد حالات بتر الأطراف في قطاع غزة ارتفع بشكل غير مسبوق، مشيرة إلى أن الخدمات الطبية أصبحت شبه متوقفة في شمال ووسط القطاع.
وأوضحت أن الجمعيات الطبية تواجه تحديات هائلة في توفير الأدوية والمستلزمات الأساسية لعلاج الأطفال، مما يزيد من معاناة المرضى.
وفي السياق نفسه، أشار المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إلى أن غزة سجلت أعلى عدد من الأطفال مبتوري الأطراف على مستوى العالم، حيث يفقد العديد منهم أطرافهم ويُجرون عمليات جراحية دون تخدير بسبب نقص الإمكانيات.
ظروف النازحين
وتعيش آلاف الأسر النازحة أوضاعًا مأساوية في خيام بالية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
وأوضحت قدادحة أن أكثر من 2.5 مليون نازح بحاجة إلى مساعدات طارئة تشمل الغذاء والدواء والرعاية الصحية، مشددة على أن عدم السماح بدخول شاحنات الإغاثة يزيد من تفاقم الأزمة.
وأضافت: “الخيام لا تحمي النازحين من البرد القارس أو حرارة الشمس، ولا توجد ملابس شتوية مناسبة للأسر التي تعاني أوضاعًا مأساوية في ظل شح الموارد”.
اليوم العالمي لذوي الإعاقة
ويتزامن اليوم العالمي لذوي الإعاقة مع معاناة تتفاقم لأكثر من 68 ألف شخص من ذوي الإعاقة في غزة.
ووفق لازاريني، فإن واحدًا من كل أربعة أشخاص أصيبوا في الحرب يحتاج إلى خدمات إعادة تأهيل، مع الإشارة إلى الظروف القاسية التي يعاني منها هؤلاء في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
نزوح ذوي الإعاقة
وروت سهام الزهارنة، وهي نازحة من شمال قطاع غزة، قصتها المؤلمة مع أربعة أبناء من ذوي الإعاقة.
بينما تعيش سهام وحيدة منذ وفاة زوجها قبل أربع سنوات، وتعيل أبناءها الذين يعانون من إعاقات عقلية وجسدية بسبب مشاكل وراثية تؤدي إلى التشنجات والصرع.
وأوضحت سهام لـ”مصادر صحفية”، أنها اضطرت إلى النزوح بهم سيرًا على الأقدام في رحلة شاقة من شمال القطاع إلى جنوبه خلال شهر رمضان الماضي.
وأشارت إلى أنها كانت تقسم الرحلة بينهم، حيث تحمل اثنين ثم تعود لإحضار الاثنين الآخرين.
وأكدت أن أوامر الإخلاء المفاجئة تزيد من معاناتها اليومية، حيث تكون مضطرة إلى الانتقال بشكل عاجل لإنقاذ حياتهم.
وتابعت أن ابنتها “آية” تحتاج إلى عملية طارئة في عينها بعد فقدانها البصر، لكنها تواجه عوائق تحول دون تلقي العلاج بالخارج بسبب الأوضاع الراهنة.
دعوات دولية للتدخل العاجل
ودعت قدادحة ولازاريني إلى تدخل المنظمات الدولية الكبرى للسماح بإدخال المساعدات والمواد الأساسية إلى قطاع غزة.
وأكدوا أن استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات يجعل حياة المدنيين في القطاع أكثر مأساوية، حيث تفتقر المنطقة إلى الضروريات الأساسية من غذاء ودواء ومأوى.