معالجات اخبارية

سلطات الأردن تواصل قمع كل أشكال تضامن مع أهل غزة

تواصل سلطات الأردن قمع كل أشكال تضامن مع أهل غزة رغم أهوال ما يتعرضون له من حرب إبادة جماعية ومجازر مروعة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مدار 18 شهرا متتالية.

وكشفت مصادر حقوقية أن السلطات الأردنية نفذت يوم الإثنين حملة اعتقالات طالت عددا من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية دعوتهم للمشاركة في الإضراب العام وإغلاق المحال التجارية، تنديدا بالمجازر المستمرة في قطاع غزة.

وصرح عضو لجنة الحريات في نقابة المحامين الأردنيين، بهاء الدين العتلة، بأنه تم رصد توقيف السلطات لأكثر من عشرة أشخاص بعد نشرهم منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للمشاركة في الإضراب العالمي التضامني مع غزة كشكل من أشكال “العصيان المدني” الذي أعلن عنه ناشطون.

وأوضح العتلة أن مدعي عام العاصمة عمان قرر توقيفهم لمدة سبعة أيام، استنادا لأحكام قانون الجرائم الإلكترونية، مشيرا إلى أن التهم الموجهة تركزت حول المادتين 15 و17 من القانون ذاته.

وتنص المادة 15 من قانون الجرائم الإلكترونية على “تجريم نشر أو إعادة نشر ما من شأنه تعكير صفو النظام العام أو إثارة الفتنة أو النعرات”، بينما تعاقب المادة 17 على “استخدام الشبكة المعلوماتية أو وسائل النشر الإلكتروني للتحريض على ارتكاب أفعال مخالفة للقانون أو تهديد الأمن العام”.

وأشار العتلة إلى أن اللجنة رصدت “انتهاكات قانونية بأشكال مختلفة” تعرض لها المشاركون في الإضراب، مثل ‏الضغط على أصحاب المحال والمطاعم والمؤسسات لعدم الانخراط في الإضراب.

من جهتها قالت منصة “أحرار” لحقوق الإنسان إنه وردها معلومات عن حالات اعتقال على خلفية الإضراب من بينها اعتقال الناشط الشاب علي أبو حميدان من العاصمة عمان وفقا لما صرح به ذووه.

وشهدت العاصمة عمان والمحافظات الأردنية يوم الاثنين مشاركة بالإضراب حيث تداول مواطنون صورا تظهر استجابة واسعة له في مناطق مختلفة من العاصمة إضافة لتفاعل جزئي في مناطق أخرى.

كما شهدت مواقع التواصل إعلانات انخراط بالإضراب من قبل متاجر ومحال ومطاعم واحتلت وسوم مثل “إضراب شامل يوم الإثنين” و”إضراب من أجل غزة” قائمة الأعلى تداولا في الأردن.

وكان قد التحق الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن وهو اللافتة الأوسع للحراك الداعم لغزة في الأردن بدعوات الإضراب داعيا في بيان له لتحديد ساعة واحدة عصر الإثنين للمشاركة.

كما شارك محامون أردنيون في ساعة وقف الترافع التي دعت إليها نقابة المحامين أمام جميع المحاكم، “تأكيدا على مواقف النقابة، وانسجاما مع موقف الأردن الرسمي والشعبي في دعم القضية الفلسطينية، والمطالبة بوقف العدوان والمجازر بحق الشعب الفلسطيني “.

وجاء الإضراب في إطار دعوات عالمية للتضامن مع غزة والضغط على الحكومات لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية.

وقد تميز إضراب الأمس باتساع نطاقه ليشمل عدة دول عربية، منها الأردن ومصر وتونس والمغرب والكويت ولبنان وسوريا، حيث أعلنت النقابات المهنية والهيئات التعليمية والتجارية التزامها الكامل بالإضراب، ويعكس هذا التوسع احتضان الشارع العربي للقضية الفلسطينية ورفضه القاطع للمجازر الإسرائيلية والإجرام الممنهج بحق الشعب الفلسطيني.

اعتقال بسبب جمع تبرعات لغزة

قبل أيام قضت محكمة أردنية بسجن الناشطة عبير الجمال لمدة ستة أشهر، إلى جانب فرض غرامة مالية قدرها 3 آلاف دينار، بسبب جمعها التبرعات لصالح قطاع غزة.

ووفقا لوسائل إعلام محلية، استند الحكم إلى “جرم جمع التبرعات دون الحصول على الموافقات والتراخيص اللازمة”، بموجب قانون الجرائم الإلكترونية.

وأعربت الجمال عن استغرابها من الحكم، مؤكدة أنها لم تروج لجمع التبرعات عبر أي منصة، بل كانت تصلها مبالغ مالية من أفراد دعموا جهودها الإغاثية بعد معرفتهم بوجودها في غزة.

وأشارت إلى أن هذه التبرعات استخدمت في توفير احتياجات أساسية مثل الأدوية وحليب الأطفال، وسط ظروف إنسانية كارثية.

وبحسب المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، يثير الحكم على الجمال تساؤلات حول القيود القانونية المفروضة على جمع التبرعات للأعمال الإغاثية، لا سيما في ظل استمرار العدوان والحصار المفروض على غزة، ما قد يعرقل الجهود الإنسانية، خاصة عندما تأتي من أفراد يسعون لتقديم المساعدة في ظل الأزمات.

وخضعت الجمال للتحقيق عقب عودتها من غزة، حيث تم استجوابها حول رحلتها ومصادر التبرعات التي تلقتها.

كما أفادت بأنها فوجئت بالاتهامات الموجهة إليها، حيث تم في البداية تصنيف القضية على أنها “غسيل أموال” قبل تحويلها إلى “جمع تبرعات دون ترخيص”.

ولم تكن قضية الجمال الوحيدة، حيث شهدت الأشهر الماضية استدعاء عدد من النشطاء في الأردن للتحقيق بسبب حملات جمع التبرعات لصالح غزة. فمن بين هذه المبادرات، حملة نظمتها لجنة حي الطفايلة في العاصمة عمان، والتي جمعت تبرعات ساهمت في توفير سيارات إسعاف ومطابخ خيرية لدعم السكان المحاصرين في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى