تحليلات واراء

“إسرائيل” تواجه كابوس أهداف الحرب غير المحققة في غزة

بعد 15 شهرًا من حرب الإبادة الجماعية، تواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي كابوس أهداف الحرب غير المحققة في غزة، في وقت يجمع المراقبون أنها لم تنجح إلا في تدمير نفسها بعد “النصر الكامل الموعود”.

وبدأ عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى أحيائهم المدمرة، في حين بدأت قوات الدفاع المدني في غزة مهمتها الصعبة المتمثلة في انتشال ما يقدر بنحو 10 آلاف جثة ما زالت مدفونة تحت الأنقاض.

وفي حين لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه اللحظة تمثل نهاية أو حتى بداية نهاية الحرب، فإن كثيرين في “إسرائيل” يرون في هذه اللحظة فرصة للتفكير في أهداف الحرب التي وضعتها البلاد وما إذا كانت قد تحققت بالفعل.

قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الأسبوع الماضي، أصدر أرييه يوئيلي، محرر موقع “سروجيم” الصهيوني الديني، حكمه.

وبحسب يوئيلي فإن أهداف الحرب كانت ثلاثية: تفكيك الجناح العسكري لحماس، وإسقاط حماس في قطاع غزة، وإعادة الأسرى بالقوة، لكن لم يتم تحقيق أي من هذه الأهداف.

وقال يولي “بعد صفقة الأسرى، أصبح النصر الكامل من نصيب حماس. لقد وعد نتنياهو قبل 11 شهراً بأننا “على مسافة قريبة من النصر”، وبعد شهرين تحدث عن “خطوة واحدة من النصر”. ربما يتعين علينا أن نترجم هذه الجملة إلى اللغة العربية”.

“إسرائيل” مكشوفة

يمكن القول، على الأقل في الوقت الراهن، إن الأهداف الإسرائيلية الأخرى غير المعلنة لم تتحقق أيضاً.

وفي بداية الحرب، ورد أن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية وزعت خطة لإجبار سكان غزة على التوجه جنوباً إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.

وفي الآونة الأخيرة، تضمنت خطة الجنرالات التطهير العرقي لشمال غزة، مع تجمع المنظمات الاستيطانية الإسرائيلية، بدعم من وزراء الحكومة، على الحدود تحسبا لعملية جديدة للاستيلاء على الأراضي.

ولكن لم يحدث أي من السيناريوهين. لقد استشهد عشرات الآلاف من المدنيين ودُمرت مدن وبلدات غزة بالكامل تقريبًا. وسيعيش الأيتام والمبتورون وكل من نجوا من الهجوم في ظله بقية حياتهم.

لكن الفلسطينيين ما زالوا على أرضيهم، ورغم أن الدمار الذي لحق بغزة واضح للعيان، فإن هذا الدمار قد يكون أيضاً بمثابة مرآة تعكس الضرر الذي ألحقته الحرب الإسرائيلية بنسيج مجتمعها.

فقد تم فضح “إسرائيل” باعتبارها دولة وحشية ومرتكبة لجرائم الإبادة الجماعية، وزعماؤها الآن متهمون بارتكاب جرائم حرب.

ويواجه الجنود الذين نشروا أدلة دامغة على جرائمهم في غزة على وسائل التواصل الاجتماعي خطر الاعتقال إذا سافروا إلى الخارج.

ويبدو أن كثيرين في “إسرائيل” قد استوعبوا نوع اللغة التي استخدمها وزير الجيش الإسرائيلي آنذاك يوآف جالانت ــ المطلوب الآن من قبل المحكمة الجنائية الدولية ــ والذي وصف الفلسطينيين في غزة في بداية الحرب بأنهم ” حيوانات بشرية ” وتعهد بفرض حصار كامل على القطاع.

وفي مقال كتبه في صحيفة هآرتس الشهر الماضي، حذر عالم النفس الإسرائيلي يوئيل إليزور من احتمال انتشار وباء “الإصابة الأخلاقية” بين الجنود العائدين، مستنداً إلى أبحاث أجريت حول الضرر النفسي الذي عانى منه الجنود الذين قاتلوا في غزة خلال الانتفاضة الأولى من عام 1987 إلى عام 1993.

ويبقى أن نرى ما هي الحسابات النهائية التي سيتحملها هذا الجيل من الجنود والاحتياطيين والمجتمع الإسرائيلي ككل.

المصدر/ Middle East Eye

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى