أعلن الكاتب الإسرائيلي المولد، آفي شتاينبرغ، تخليه رسميًا عن جنسيته الإسرائيلية في خطوة أثارت جدلاً واسعًا.
وجاء هذا القرار عبر مقال نُشر في صحيفة “تروث أوت”، حيث وصف شتاينبرغ الجنسية الإسرائيلية بأنها “أداة للإبادة الجماعية” تُشرعن الاستعمار الاستيطاني.
الجرائم والعنصرية
في مقاله، اعتبر شتاينبرغ أن المواطنة الإسرائيلية تعتمد على سلسلة من “الجرائم العنيفة” والأكاذيب التي تُستخدم لتبرير تلك الجرائم.
وأضاف أن القوانين التي صدرت بعد تأسيس إسرائيل، مثل قانون العودة لعام 1950 وقانون الجنسية لعام 1952، صُممت لدعم مشروع الاستعمار الاستيطاني وتكريس التمييز العنصري.
وأشار شتاينبرغ إلى أن هذه القوانين جاءت استكمالاً للنكبة التي وقعت عام 1948، والتي شهدت طرد 80% من السكان الفلسطينيين من أراضيهم.
واعتبر أن الوثائق القانونية الإسرائيلية “مزورة” وتهدف إلى إخفاء الطابع غير الشرعي للدولة.
التناقضات والوعي بالظلم
وولد شتاينبرغ في القدس لأبوين أميركيين، ونشأ في بيئة أرثوذكسية قبل أن تنتقل عائلته إلى الولايات المتحدة عام 1993.
وفي مقالته، وصف شتاينبرغ كيف أن التناقض المعرفي سمح لوالديه بمعارضة حرب فيتنام وفي الوقت ذاته التصرف كمستوطنين على أراضٍ فلسطينية مسلوبة.
وكشف شتاينبرغ لاحقًا أن المنزل الذي نشأ فيه كان مملوكًا لعائلة فلسطينية طُردت قسرًا إلى الأردن.
ووصف هذا الاستبدال السكاني بأنه كان “نقطة بيع” للمستوطنين الإسرائيليين الذين انجذبوا إلى “السحر العربي” للقرى المهجّرة.
يهود أميركيون ينتقدون إسرائيل
وتأتي تصريحات شتاينبرغ في سياق تزايد انتقادات اليهود الأميركيين لإسرائيل، حيث انضم العديد منهم إلى منظمات يهودية مؤيدة للفلسطينيين مثل “الصوت اليهودي من أجل السلام” و”إن لم يكن الآن”.
وفي مقاله، اعتبر أن الصهيونية “لا علاقة لها باليهودية أو التاريخ اليهودي”، بل تتناقض مع قيم العدالة والتحرر التي كانت جزءًا من الاشتراكية اليهودية الأوروبية قبل الحرب.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
كما تسبب العدوان على غزة في دمار شامل، وخلّف أكثر من 11 ألف مفقود، وسط أزمة إنسانية كارثية تُعد من بين الأسوأ في العالم.