على مدار الفترة الماضية، تزايدت التصريحات من قيادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح التي تشكك في فعالية المقاومة الفلسطينية، لا سيما في ما يتعلق بتحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
فقد كانت هذه القيادة تهاجم العمل العسكري بكل أشكاله، بل وصل الأمر إلى اتهام المقاومة بتسببها في مآسي قطاع غزة أثناء العدوان الأخير، والتخفيف من مسؤولية الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
الركوب على موجة تحرير الأسرى
ومع نجاح صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال والمقاومة، التي أسفرت عن إطلاق سراح الآلاف من الأسرى الفلسطينيين، سارعت قيادات السلطة وفتح إلى الظهور في مشهد استقبال الأسرى المحررين في العاصمة المصرية القاهرة.
رغم أنهم في وقت سابق كانوا يشككون في العمل العسكري للمقاومة، فإنهم الآن يحاولون استثمار هذا الإنجاز إعلاميًا، متجاهلين تضحيات المقاومة التي جعلت من تحرير الأسرى حقيقة على أرض الواقع.
التحركات المستمرة في الضفة
وواصلت قيادة فتح تحركاتها لاستقبال الأسرى المحررين، وقامت بتقديم عروض استعراضية مثل استقبالهم في رام الله بحضور ليلى غنام، محافظ رام الله والبيرة.
ورغم ذلك، فُهمت هذه التحركات على أنها مجرد محاولة لركوب الموجة الإعلامية بعد النجاح العسكري للمقاومة.
ومن هنا يتضح التناقض في مواقف السلطة الفلسطينية التي تهتم بالظهور الإعلامي ولا تولي اهتمامًا حقيقيًا لاحتياجات قطاع غزة أو التحديات الميدانية.
رفض السلطة للمشاركة في إعمار غزة
من جهة أخرى، رفضت السلطة الفلسطينية الانضمام إلى لجنة دعم وإعمار قطاع غزة، رغم أن الإعمار يتطلب جهدًا حقيقيًا والعمل على الأرض.
وبرغم ذلك، فضل المسؤولون الفلسطينيون تبني موقف استعراضي في استقبال الأسرى المحررين، حيث لا يحتاج هذا النوع من المواقف إلى جهد ميداني، بل يكفي مجرد التقاط صور إعلامية لترويج الإنجاز دون تقديم دعم حقيقي للسكان المحاصرين في غزة.
موقف السلطة من تهجير الفلسطينيين
ووجه الخبير القانوني د. أحمد الأشقر انتقادات لاذعة لموقف السلطة الفلسطينية من مخططات الاحتلال لتهجير أهالي الضفة الغربية، حيث غاب أي رد فعل رسمي من السلطة تجاه هذه المخططات التي تهدف إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم في الضفة.
وقال الأشقر إن السلطة الفلسطينية تتجاهل بشكل كامل المخاطر التي تهدد مستقبل الفلسطينيين في الضفة الغربية.
التناقض في التعامل مع غزة والضفة
كما انتقد الأشقر موقف السلطة الذي يطالب الفلسطينيين في قطاع غزة بالتصدي لمخطط التهجير الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال إنه في الوقت الذي تتخلى فيه السلطة الفلسطينية عن مسؤولياتها في هذا الشأن، يتم تحميل سكان غزة المسؤولية الكاملة عن مقاومة المخطط الأمريكي.
في منشور على حسابه في “فيسبوك”، تساءل الأشقر: “ما الذي قدمناه للفلسطينيين في غزة ليصمدوا أمام هذا المخطط؟ هل حققنا أي تقدم على صعيد التوحيد الوطني أو التحرك السياسي الجاد؟”
واختتم د. أحمد الأشقر منشوره بتساؤلات لاذعة، قائلاً: “إذا كنا نرفض المقاومة المسلحة، لماذا لا نتحرك لتشجيع المقاومة الشعبية؟ لماذا لا نشجع المبادرات السلمية التي تدافع عن الأرض وتواجه مخططات الاحتلال؟”