في 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت السلطة الفلسطينية عن إطلاق عملية عسكرية أسمتها “حماية وطن” ضد المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين.
العملية جاءت بعد حصار استمر أسبوعين بدأ في 5 من الشهر ذاته، حيث شددت السلطة قبضتها على المخيم وسكانه.
تراجع السيادة الفلسطينية
وتُظهر الأحداث أن السيادة التي كانت تسعى إليها السلطة الفلسطينية في مخيم جنين ضد المقاومة، قد تآكلت منذ اتفاقية أوسلو.
فقد انهارت قدرة السلطة على فرض سيادتها مع استمرار اقتحامات جيش الاحتلال لمناطق “أ” المصنفة تحت إدارتها المدنية والأمنية.
وفي الوقت ذاته، توسعت المستوطنات الإسرائيلية بشكل غير مسبوق ليصل عدد المستوطنين إلى 726,427 مستوطنًا موزعين على 176 مستوطنة في الضفة الغربية.
ازدواجية السلطة
بينما اعتبرت السلطة الفلسطينية المقاومين في مخيم جنين “أعداء الوطن”، تجاهلت اعتداءات الاحتلال المتواصلة على الضفة الغربية.
فمنذ بدء حصار مخيم جنين، شهدت الضفة سلسلة انتهاكات إسرائيلية شملت قصفًا، هدم منازل، مصادرة أراضٍ، وهجمات مستوطنين، في وقت تراجعت فيه أجهزة أمن السلطة عن حماية المدنيين في هذه المناطق.
وتصريحات قادة السلطة مثل أمين سر مركزية فتح، جبريل الرجوب، والناطق باسم أجهزتها الأمنية، أنور رجب، أكدت أن مواجهة الاحتلال ليست من مهام السلطة.
ومع ذلك، تبريرهم بوجود “استراتيجية حكيمة” للحفاظ على الشعب والقضية يتناقض مع الواقع على الأرض، حيث تصاعدت عمليات الضم الفعلي من قبل الاحتلال لمناطق واسعة من الضفة.
تسارع مشاريع الضم والاستيطان
وفي الفترة ذاتها، بدأ الاحتلال بتنفيذ مشاريع استيطانية جديدة، حيث كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن بناء 22 برج اتصالات بتكلفة 50 مليون شيكل، ما استلزم مصادرة مساحات واسعة من الأراضي.
كما أعلن وزير مالية الاحتلال، بتسليئيل سموتريتش، عن الاستيلاء على 24 ألف دونم من الأراضي وتصنيفها كـ”أراضي دولة”، إضافة إلى خطط لإغلاق وحدة الإدارة المدنية في الضفة.
انتهاكات الاحتلال خلال حصار جنين
بين 5 ديسمبر و4 يناير، نفذ الاحتلال سلسلة غارات واقتحامات أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء.
ورغم أن مخيم جنين كان تحت حصار السلطة، فقد استهدفت عمليات الاحتلال مدنًا وبلدات أخرى:
طولكرم: 13 شهيدًا
نابلس: 6 شهداء
طوباس وقلقيلية: 3 شهداء لكل منهما
جنين: شهيدان
الخليل وبيت لحم وضواحي القدس: شهيد لكل منطقة
توثيق اعتداءات المستوطنين خلال ديسمبر 2024
اعتداءات المستوطنين:
3 يناير 2025: هاجم مستوطنون بلدة سلواد شرق رام الله، ما أدى إلى إصابة 7 فلسطينيين وحرق مركبات.
31 ديسمبر 2024: نصب مستوطنون الشمعدان في قرية خشم الدرج بمسافر يطا.
24 ديسمبر 2024: شن مستوطنون هجومًا واسعًا على تجمع عرب المليحات شمال أريحا.
18 ديسمبر 2024: أحرق مستوطنون مسجدًا في قرية مردا شمال سلفيت.
هدم المنازل والمنشآت:
30 ديسمبر 2024: هدم الاحتلال أجزاء من مسجد السلام في مخيم طولكرم.
25 ديسمبر 2024: هدم الاحتلال منتجع نحالين السياحي غرب بيت لحم.
10 ديسمبر 2024: هدم الاحتلال 20 مسكنًا ومنشأة زراعية في خربة الطويل شرق نابلس.
مصادرة الأراضي:
2 يناير 2025: وجه الاحتلال أوامر ترحيل لأهالي خربة طانا في نابلس.
17 ديسمبر 2024: صادر الاحتلال 400 دونم من أراضي قرية دير رازح جنوب الخليل.