تحليلات واراء

اغتيال قيادات حماس.. رهان الاحتلال لتعويض الفشل العسكري الميداني

تعبير عن قصور وغياب استراتيجية أمنية مجدية

منذ استئنافه هجماته العسكرية في إطار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى اغتيال عددا من قادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في القطاع كرهان لتعويض الفشل العسكري الميداني

ونعت حماس عضو مكتبها السياسي إسماعيل برهوم الذي استشهد إثر جريمة اغتيال إسرائيلي استهدفته مساء يوم الأحد عبر قصفه في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، أثناء تلقيه العلاج.

وقبل ذلك بيوم نعت حماس عضو مكتبها السياسي النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني صلاح البردويل الذي استشهد وزوجته في عملية اغتيال داخل خيمة نزوح في خان يونس جنوب قطاع غزة.

ويوم الثلاثاء الماضي اغتال الاحتلال الإسرائيلي كل من عصام الدعليس رئيس متابعة العمل الحكومي، وياسر حرب عضو المكتب السياسي لحماس، ومحمد الجماصي عضو المكتب السياسي لحماس، وأحمد الحتة وكيل وزارة العدل، إضافة إلى اللواء محمود أبو وطفة وكيل وزارة الداخلية واللواء بهجت أبو سلطان مدير عام جهاز الأمن الداخلي.

ويبرز الكاتب أحمد الكومي نهج الاحتلال الإسرائيلي باغتيال قيادات حماس عبر استهدافات دقيقة تجاهلت وجود مدنيين أو منشآت محمية بموجب القانون الدولي.

ويقول الكومي إن حملة الاغتيالات التي طالت القيادات السياسية والمدنية لحماس بما يشبه حملة استئصال قيادي ممنهج، تظهر أن الاحتلال لم يتخل عن مخطط إضعاف الحركة والمس بقدراتها الإدارية، وخلْق فراغ قيادي يهدد أساسات الحكم بغزة وقدرتها على الضبط والسيطرة.

ويضيف أن هذه الاغتيالات قد تكون مقدمة لفتح الباب أمام عودة الفوضى بدعوى غياب القيادة المسؤولة عن إدارة المنظومة الحاكمة، وهذه مساعي لا تسقط أبدًا من رهانات الاحتلال بعد فشله عسكريًا في ذلك.

ويتابع “لكنها في الحقيقة، تعبر عن قصور وغياب استراتيجية أمنية مجدية في معالجة التهديد الوجودي الذي يمثله بقاء الحركة بعد كل محاولات إضعافها، فقد أثبتت وقائع التاريخ أن سياسة الاغتيالات القديمة الجديدة، في حالة الحركة تحديدًا، لا تحقق نتائج طويلة المدى وجوهرية في مواقف الحركة وسياساتها تجاه الصراع وقدرتها على القيادة”.

وعزا الكومي ذلك إلى أن حماس “تمتلك بنية فكرية وقيادية اختبرت سياسة الاغتيالات طويلا وأبطلت مفاعيلها، بل أنتجت صفوفًا قيادية أشعلت الصراع وزادت حدة الاشتباك، وهذا البناء هو إرث القيادة الراحلة التي برهنت بدمائها على سلامة المنهج وصدق الانتماء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى