معالجات اخبارية
أخر الأخبار

السلطة تُغلق أبواب المصالحة وتحرم غزة من إدارة مجتمعية توافقية

أثارت الأصوات الفتحاوية الرافضة لتشكيل لجنة إسناد غزة جدلًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية، وسط اتهامات للسلطة الفلسطينية بتعطيل أي خطوات نحو المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

واستهجن المحلل السياسي عريب الرنتاوي مواقف بعض القيادات الفتحاوية، مشيرًا إلى أن لجنة إسناد غزة قد تكون أداة حاسمة لتسريع إنهاء العدوان وحقن الدماء.

وفي مقاله الأخير، أوضح الرنتاوي أن المواقف الرافضة لهذه اللجنة، خاصة من جانب السلطة والرئاسة الفلسطينية، تأتي بعد عام من إجهاض كافة مبادرات المصالحة، سواء كانت فلسطينية أو دولية.

وأشار إلى أن محمود عباس يمتلك فرصة حاسمة لإنهاء الجدل حول “اليوم التالي” للحرب، عبر فتح أبواب منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة الفعلية لجميع القوى دون شروط مسبقة.

حركة فتح وتراجع نفوذ السلطة

في الوقت نفسه، كشف القيادي الفتحاوي عبد الله عبد الله عن رفض حركته رسميًا للجنة إسناد غزة، معتبرًا أنها تعزز الانقسام الفلسطيني.

وأوضح أن فتح أبلغت مصر بهذا الموقف، رغم أن الرئيس عباس سبق ووافق على مناقشات تشكيل اللجنة في لقاءات القاهرة.

واعتبر عبد الله أن منظمة التحرير هي الجهة الوحيدة التي يمكنها تحمل مسؤولية المشهد السياسي الفلسطيني بالكامل.

من جانبه، أشار الخبير بالشأن الفلسطيني أحمد أبو الهيجاء، إلى أن السلطة الفلسطينية تخشى أن يؤدي تشكيل اللجنة إلى إنهاء دورها في قطاع غزة، بل وربما في الضفة الغربية مستقبلًا.

وأضاف: “نجاح اللجنة يعني تعزيز نفوذها في إدارة ملفات الإعمار والمال، مما قد يجعلها بديلاً عن السلطة الفلسطينية”.

وأوضح أبو الهيجاء أن الخيارات المتاحة أمام السلطة الفلسطينية محدودة، لافتًا إلى احتمال موافقتها لاحقًا على تشكيل اللجنة بضغط عربي وإقليمي، لكنها قد تعمل على إفشالها من الداخل.

غضب مصري وضغوط متزايدة

على صعيد العلاقات الإقليمية، كشفت صحيفة العربي الجديد عن تصاعد الغضب المصري تجاه السلطة الفلسطينية، بعد رفض الأخيرة للمبادرة المصرية المتعلقة بتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي.

وذكرت الصحيفة أن جهاز المخابرات العامة المصري يضغط بقوة لإقناع عباس وقيادة فتح بالموافقة على المبادرة، خاصة بعد إعلان حركة حماس موافقتها الكاملة على الورقة المصرية.

وأفادت التقارير أن رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، أجرى اتصالات مكثفة مع مسؤولين فلسطينيين، من بينهم اللواء ماجد فرج وجبريل الرجوب، لحثهم على دعم المبادرة.

وترى القاهرة أن تشكيل اللجنة يشكل خطوة أساسية لتسهيل مفاوضات الحل النهائي في غزة ضمن ترتيبات اليوم التالي لوقف الحرب.

مشهد سياسي معقد

بينما تسعى بعض الأطراف لتشكيل اللجنة كمخرج من الأزمة الراهنة، تواجه هذه الجهود عراقيل كبيرة بسبب المخاوف من تأثير اللجنة على توازن القوى السياسية والنفوذ داخل المشهد الفلسطيني.

ويرى مراقبون أن استمرار التصلب في المواقف سيُفاقم الانقسام الداخلي ويضعف أي جهود لتحقيق وحدة وطنية حقيقية، في وقت يُعد فيه الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون إلى وحدة الصف لمواجهة التحديات المشتركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى