تحليلات واراء

كش ملك.. استياء عربي واسع من مجريات لقاء عبد الله الثاني وترامب

قوبلت مجريات لقاء العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحالة استياء عربي واسعة النطاق وانتقادات شديدة لواقع الضعف الشديد الذي خيم على مواقفه من قضية خطة واشنطن لتهجير سكان قطاع غزة.

وتحدثت مصادر إعلامية أمريكية عن تعمد ترامب إدخال ممثلي وسائل الإعلام بعد نحو 25 دقيقة فقط من بدء لقائه العاهل الأردني إلى البيت الأبيض للإداء بتصريحات علنية من دون أن يكون الرجلين أجريا مناقشات معمقة.

وقد أجمع مراقبون على أن عبد الله الثاني ظهر ضعيفاً للغاية في المؤتمر الصحفي مع ترامب وبدا عليه واضحا الارتباك والضغط العصبي وهو ما عبرت عنه حركة الجسد وتكرار رمش عيونه والتلعثم عند الإجابة على الأسئلة.

الأدهى أن العاهل الأردني لم ينطق بحرف واحد يُذكّر ترامب بما تعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية ومن قتل لأكثر من 50 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال.

والتزم عبد الله الثاني الصمت طويلا بينما كان ترامب يتحدث بإسهاب غريب عن حالة ثلاثة أسرى إسرئايليين سلمتهم حركة حماس يوم السبت الماضي وكيف أصيبت امرأة يهودية في يدها.

سيادة مفقودة

لم يدافع العاهل الأردني عن سيادة بلاده وعن حقه في تحديد خياراته، ولم يصحح لترامب عندما قال إنه تلقى دعماً عربياً بشأن خطته بخصوص غزة، واكتفى بمحاولته تحويل القضية إلى ردود مصر والسعودية وسائر العرب.

وبعد أن تحدث ترامب طويلا عن تمسكه بخطة تهجير سكان قطاع غزة إلى كل من الأردن ومصر ودول عربية أخرى، بدا عبد الله الثاني خائفا من مجرد معارضة الأمر علنا أمام الرئيس الأمريكي.

وصرح العاهل الأردني بالنص “من الواضح أننا يجب أن ننظر إلى المصالح الفضلى للولايات المتحدة ولشعوب المنطقة ثم ننتظر خطة المصريين حول كيفية العمل مع الرئيس ترامب لمواجهة التحديات “.

وتحدث ترامب مرة أخرى عن خطته “للسيطرة على غزة” لكنه أكد أن الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة سوف يقررون “معا” المكان الذي سيتم نقل الفلسطينيين من غزة إليه.

وقال في الوقت نفسه إنه يريد من الأردن ومصر أن تمنح كل منهما قطعة أرض لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة.

وأضاف ترامب “بنسبة 99% سنعمل على التوصل إلى اتفاق مع مصر”، في حين تبذل القاهرة قصارى جهدها لمعارضة خطته.

وبعد سلسلة من التصريحات العنترية الرافضة للتهجير، ظهر ملك الأردن خاضعا لترامب ويستسلم لأوامره ويبدأ في تنفيذ خطة التهجير القسري بإعلانه نية عمان استقبال 2000 طفل فلسطيني من المرضى.

وقال بهذا الصدد “أعتقد أن أحد الأشياء التي يمكننا القيام بها على الفور هو نقل 2000 طفل إما من مرضى السرطان أو في حالة صحية حرجة إلى الأردن في أسرع وقت ممكن”.

كما أن الملك عبدالله الثاني أعلن عن وجود خطة عربية لتجهير الفلسطينيين سيتم مناقشتها في الرياض وستُعرض على ترامب لاحقا.

وقال عن ذلك “سنكون في السعودية قريبا لمناقشة كيفية العمل مع الرئيس ترامب ومع الولايات المتحدة لذلك من الأفضل أن ننتظر حتى يقدم المصريون خطتهم للرئيس “.

وبحسب المراقبين فإن تصريحات ومواقف ملك الأردن أظهرت ضعفاً عربياً وأردنياً كبيراً أمام السطوة الاميركية فضلا عن خذلان دولة تمتلك ما يُعرف بالوصاية الهاشمية على القدس المحتلة.

وبقدر ما حملت تصريحات الملك عبدالله من ضعف وخذلان حملت تصريحات ترامب بالمقابل إهانة كبيرة للدول العربية وحكامها إذ أعلن احتلال غزة في حضور الملك الأردني الذي لم يحرك ساكناً ولم يجرؤ على مجرد الاعتراض.

وأبرز موقع أكسيوس الأمريكي، أنه رغم عدم رفضه لخطة ترامب أمام الكاميرات، إلا أن الملك الأردني كتب بعد اللقاء على X أنه أكد للرئيس أن الأردن يعارض تهجير الفلسطينيين.

وأضاف “هذا هو الموقف العربي الموحد، إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، ومعالجة الوضع الإنساني المزري، يجب أن تكون الأولوية للجميع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى